إلى داره وعرى ليضرب فدل على مكان استخرج منه نحوا من خمسة وستين ألف دينار، فضرب بعد ذلك، وعريت زوجته، وضرب ولده فوجد له شئ كثير إلى الغاية، من ذلك:
أوانى ذهب وفضة ستون قنطارا. جوهر ستون رطلا. لؤلؤ إردبان. ذهب مسكوك مائتا ألف وأربعة آلاف دينار، ضمن صندوق ستة آلاف حياصة، ضمن صناديق زركش ستة آلاف كلوتة ذخائر عده قماش بدنه ألفان وستمائة فرجية. دراهم خمسون ألف درهم.
شاشات ثلثمائة شاش. دواب عاملة سبعة آلاف. حلابة ستة آلاف. خيل وبغال ألف.
معاصر سكر خمس وعشرون معصرة. إقطاعات سبعمائة كل إقطاع خمسة وعشرون ألف درهم، عبيد مائة، خدام ستون، جوار سبعمائة، أملاك القيمة عنها ثلثمائة ألف دينار. مراكب سبعمائة. رخام القيمة عنه مائتا ألف درهم. نحاس قيمته أربعة آلاف دينار. نطوع سبعة آلاف. دواب خمسمائة. سروج وبدلات خمسمائة. مخازن ومتاجر أربعمائة ألف دينار. بساتين مائتان. سواق ألف وأربعمائة. (انتهى باختصار).
وقال ابن أبى السرور البكرى فى كتابه «قطف الأزهار» إن دار «السبع قاعات» صارت فى زماننا هذا-يعنى سنة أربع وخمسين وألف-حارة فى غاية من العمارية، ثم قال:
وكانت قبل زماننا بعدة سنين يسكنها غالب التجار وأكابرهم بالديار المصرية، وغالب القضاة المعتبرين، كالخواجا السجاعى-شاه بندر التجار بمصر-وبنى بها عدة أماكن وحماما، ومن القضاة شرف الدين الصغير، وأولاد الجيعان بنوا فيها الدور الفاخرة المرخمة، وبنوا بها حماما فى غاية الحسن وجامعا تقام به الخطبة، وكذا القاضى شرف الدين بنى بها حماما، وعمّرت بها الأمراء فنادق وطواحين وأفرانا وصهاريج، وغير ذلك من العمائر الفاخرة.
(انتهى).
(قلت): ويوجد بها الآن من آثارها القديمة جامع ابن الجيعان شعائره غير مقامة لتخربه ونظره للأوقاف، ويعرف اليوم بزاوية عبد الرحمن الجيعان.
وجامع القاضى شرف الدين به إيوانان، ومنبر صغير، وصهريج، وله أوقاف لإقامة شعائره باسم بانيه القاضى شرف الدين الصغير، وأوقاف باسم ابنه محمد شمس الدين، وباسم أخيه عبد الجواد الفخرى-كما وجد ذلك فى وقفية مؤرخة بسنة خمس وسبعين وألف- وهو الآن معطل الشعائر فى أغلب الأوقات.