للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما استبد الأمير برقوق بأمر بلاد مصر قبل أن يتلقب باسم السلطنة هم بارتجاع هذه البلاد، وعقد مجلسا فيه شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى، وقاضى القضاة بدر الدين محمد ابن أبى البقاء وغيره، فلم يتهيأ له ذلك، فلما جلس على تخت الملك صار أمراؤه يستأجرون هذه النواحى من جهات الأوقاف، ويؤجرونها للفلاحين بأزيد مما استأجروا، فلما مات الظاهر فحش الأمر فى ذلك، واستولى أهل الدولة على جميع الأراضى الموقوفة بمصر، والشامات، وصار أجودهم من يدفع فيها لمن يستحق ريعها عشر ما يحصل له. (انتهى).

وفى زمن دخول الفرنساوية أرض مصر كان شارع قنطرة الدكة هذا غير معمور، وكان السالك فيه من عند قنطرة الدكة إلى باب الحديد، يجد عن يمينه قبورا بجوار المنزل الذى كان ساكنا به لينان باشا، منها قبر سيدى عنتر الذى ذكره ابن إياس فى تاريخه عند الكلام على بركة الأزبكية ومحل هذه القبور الآن تكية يسكنها بعض الدراويش ويجد عن يساره براحا، وهو موضع منزل نوبار باشا الآن، وما جاور ذلك من الطرفين كان بستانا.

وكان جامع أولاد عنان متخربا، وكان السالك من باب الحديد إلى الخلاء، يجد عن يساره قنطرة الليمون، وبجوارها تربة الشيخ المتبولى، التى هى اليوم على شاطئ الترعة الإسماعيلية،

وكان بقرب هذه القنطرة من جهة بولاق تل مرتفع، كان يعلق فوقه من يحكم عليه بالقتل، ثم فى زمن الفرنساوية تمهد هذا التل، وعمل فوقه طاحون تدور بالهواء، وهى أول طاحون حدثت من هذا القبيل بالديار المصرية.

وكان السالك يجد عن يساره أيضا طريق جامع الظاهر، ومحلها الآن تقريبا سكة العباسية، ويجد أمامه أرض مزارع، وكان السالك فى هذا الطريق يجد عن يمينه كيمانا محلها اليوم القصور العظيمة التى بجوار السور، ومن ضمنها الآن قصر فى محل قرية أبى الريش الصغيرة، وعن يساره بأول الطريق بستانا، يحيط به سور من البناء، ثم يجد بعد ذلك كيمانا عالية، ثم أرض مزارع، حتى يصل إلى مجتمع طريقين، كما هو الآن:

الأولى يسلك فيها إلى جهة العدوى بمحاذاة سور المدينة، وعلى يمين السالك فيها أرض الطبالة، أولها من عند جامع أولاد عنان إلى الخليج الكبير، وإلى السور وإلى الخليج الناصرى وإلى بركة الرطلى، وبركة قمر، وقد تكلمنا على ذلك فى محله من هذا الكتاب.