والثانية يسلك فيها إلى جهة العباسية وغيرها، وفى سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، حينما كنت ناظرا على ديوان الأشغال، عمل رسم لجميع هذه الجهة، فتغيرت معالمها وأزيلت كيمانها، وردمت البرك التى كانت بها، ورغبت الناس فى العمارة هنالك، فبنوا القصور المشيدة، والمنازل الجديدة، وغرسوا حول ذلك الأشجار، وأنشأوا البساتين والحدائق، فصارت هذه الجهة من أحسن المنتزهات وأبهجها، ولم تزل الرغبة فيها تتزايد بزيادة العمارة هناك، حتى أن قيمة المتر من الأرض بلغت نصف بينتو، بعد ما كانت لا تبلغ سوى قرشين وسبب ذلك أن هذه الجهة لقربها من الترعة الإسماعيلية، ومن أراضى العباسية، صار هواؤها خالصا نقيا، ليس به عفونة.