فرجية صوف من طرف حضرة السيد البكرى، ويؤمر بضرب خيامه فى المكان الذى عينته الحكومة للمولد الشريف، بحيث تكون الخيام على شكل دائرة.
ولا يزال ذلك إلى ليلة الرابع من شهر ربيع الأول، ثم تمر بساحة المولد الشريف كل ليلة بعد ذلك أرباب طريقة من الطرق التى لم تحضر بالمنزل من قبل، حتى تنتهى إلى خيمة السيد البكرى المضروبة ثمة، فبعد استقبالهم بالكيفية السابقة تخلع على شيخهم فرجية صوف، ما عدا شيخى الرفاعية والسعدية فإن فرجيتهما من جوخ.
وفى الحادى عشر من الشهر المذكور، الذى هو يوم ختام المولد الشريف، تزدان خيمة السيد البكرى بالجناب الخديوى، فتخلع على المذكور فرجية سمور من الحكومة السنية، وذلك بعد وصول موكب السعدية إلى تلك الخيمة، ثم تصرف من طرف السيد البكرى جملة فرجيات صوف لمشايخ الطرق والتكايا والأضرحة، المعتاد لهم صرف ذلك.
وفى ليلة الثانى عشر منه يقرأ المولد الشريف النبوى فى خيمة السيد باحتفال فائق يحضره الجناب الخديوى والنظار الذين هم رؤساء أهل الحل والعقد فى الحكومة المصرية، والعلماء والأعيان والذوات والوجوه.
هذا وإن مما يزيد رونق تلك الساحة بهاء، وحسنا وازدهاء، ما جرت به عادة الحكومة السنية من ضرب خيام دواوينها هناك، مزينة بأبهى الزينة، لا سيما خيمة الحضرة الخديوية بجانب خيمة السيد البكرى المعينة له من الحكومة، فإنها لا تزال تزدهى بالأنوار ويانع الأزهار إلى انتهاء المولد الشريف.
أما خيمة السيد البكرى فإن لياليها جميع تلك المدة تكون زاهية بالتلاوة والدلائل والأذكار باهية من أضواء الشموع بسواطع الأنوار، زاهرة أيامها بالخيرات، وأنواع المبرات، فى إطعام الطعام، وبذل الإكرام لعموم الزائرين، وجميع الوافدين من أى جنس كان،