لله عشر من الساعات باهرة … مضين لا عن قلى منا ولا ملل
(اه)
والسلطان أبو حمو هذا هو موسى بن عثمان، من ملوك تلمسان، وهو أول ملك من ملوك زناتة، رتب الملك وهذب قواعده، ودوخ البلاد، وأذل العصاة، توفى سنة ٧١٨، وحمو بفتح الحاء المهملة، وضم الميم مشددة بعدها واو (اه).
هذا وللسادة البكرية فى ظل الدولة المحمدية العلوية من العناية به فى كل عام ما تتحدث بزائد شرفه الركبان، ويفتخر به هذا الزمان على غيره من سائر الأزمان، لا سيما فى عهد الحضرة الفخيمة الخديوية، وعصر الطلعة المهيبة التوفيقية، فإنه وصل فيها الاحتفال بأمر المولد النبوى الشريف إلى حده الأعلى، وبلغ الاعتناء بعلو شأنه المبلغ الأعلى، وذلك أنه فى أوائل العشرة الأخيرة من شهر صفر الخير من كل عام تصنع بمنزلهم مأدبة فاخرة، يدعى إليها كافة مشايخ الطرق، والأضرحة، والتكايا، والوجوه والأعيان، والذوات، فتدخل أرباب الطرق بالطبول والبيارق، رافعين أصواتهم بالذكر والصلاة على رسول الله-ﷺ.
ثم يعين لكل واحد من السادة الصوفية ما يخصه من ليالى المولد الشريف لإحيائه.
وفى اليوم الثانى تفتح المقارئ بالمنزل المذكور، مؤلفة من نحو مائتى قارئ، ويتلى أيضا المولد الشريف النبوى بعد حزب البكرى، ولا تزال تحيا به الليالى تلاوة وذكرا ودلائل، بحيث تحضر إليه كل ليلة أرباب طريقة من الطرق، مع إيقاد الشموع الجمة الكثيرة العظيمة، مجتمعين جماعة جماعة، رافعين أصواتهم بذكر الله تعالى.، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ-كما تقدم، يعقبهم شيخهم، فيستقبل بتلاوة الفاتحة؛ وتخلع عليه