عبد العزيز ولا يحمل إلى الجامع إلا غداة كل جمعة فيقرأ فيه، ثم يقص ثم يرد إلى موضعه، وأول من قرأ فيه عبد الرحمن بن حجيرة الخولانى؛ لأنه كان يتولى القصص والقضاء يومئذ، وذلك فى سنة ست وثمانين.
ثم لما مات عبد العزيز بيع هذا المصحف فى ميراثه، فاشتراه ابنه أبو بكر بألف دينار، ثم توفى أبو بكر فاشترته أسماء ابنة أبى بكر بن عبد العزيز بسبعمائة دينار، فأمكنت الناس منه وشهرته فنسب إليها، فلما توفيت أسماء اشتراه أخوها الحكم من ميراثها بخمسمائة دينار وجعله فى الجامع، وذلك فى سنة ثمان عشرة ومائة، وأجرى على الذى يقرأ فيه ثلاثة دنانير فى كل شهر وكان القارئ يجلس ويقرأ فيه.
ثم فى سنة عشرين ومائة، تولى القصص أبو إسماعيل خير بن نعيم الحضرمى القاضى فكان يقرأ فى المصحف قائما ثم يقص وهو جالس، فهو أول من قرأ فى المصحف قائما، ولم تزل الأئمة/يقرؤون فى المسجد الجامع فى هذا المصحف فى كل يوم جمعة، إلى أن ولى القصص أبو رجب العلاء بن عاصم الخولانى فى سنة اثنتين وثمانين ومائة فقرأ فيه يوم الاثنين أيضا، وجعل له المطلب الخزاعى أمير مصر من قبل المأمون عشرة دنانير على القصص، وهو أول من سلم فى الجامع تسليمتين بكتاب ورد من المأمون يأمر فيه بذلك، وصلى خلفه محمد ابن إدريس الشافعى حين قدم إلى مصر فقال: هكذا تكون الصلاة، ما صليت خلف أحد أتم صلاة من أبى رجب ولا أحسن.
وفى سنة أربعين ومائتين-فى خلافة المتوكل-ولى القصص حسن بن الربيع بن سليمان من قبل عنبسة بن إسحاق أمير مصر، وأمر أن تترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فى الصلاة فتركها الناس، وأمر أن تصلى التراويح خمس تراويح، وكانت تصلى قبل ذلك ست تراويح، وزاد فى قراءة المصحف يوما فكان يقرأ يوم الاثنين ويوم الخميس ويوم الجمعة.
وفى سنة اثنتين وتسعين ومائتين، ولى حمزة بن أيوب بن إبراهيم الهاشمى القصص بكتاب من المكتفى، وصلى فى مؤخر المسجد حين تكس، وأمر أن يحمل إليه المصحف ليقرأ فيه، فقيل له: إنه لم يحمل إلى أحد قبلك، فلو قمت وقرأت فيه فى مكانه. فقال: لا أفعل، ولكن ائتونى به فإن القرآن علينا أنزل وإلينا أتى؛ فأتى به فقرأ فيه فى المؤخر، وهو أول من قرأ فى المصحف فى المؤخر، ولم يقرأ فى المصحف بعد ذلك فى المؤخر إلى أن تولى أبو بكر محمد بن الحسن السوسى الصلاة والقصص فى اليوم العشرين من شعبان سنة ثلاث وأربعمائة، فنصب المصحف فى مؤخر الجامع حيال الفوارة وقرأ فيه أيام نكس الجامع، فاستمر الأمر