سنة ست وثمانمائة عن مال عظيم، أخذ منه السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق مائة ألف دينار، ولم يكن مشكور السيرة فى الديانة انتهى.
وفى نزهة الناظرين: أن الملك الأشرف أبا النصر قايتباى جدد من جامع عمرو بن العاص بعض جهاته.
وفى حوادث سنة خمس عشرة ومائتين وألف من الجبرتى: أن الأمير مراد بيك محمد المدفون بمدينة سوهاج، لما رأى خراب جامع عمرو وسقوط سقوفه وميل شقّه الأيمن خطر بباله تجديده، وحسن له ذلك بعض الفقهاء فقيد به نديمه قاسما المعروف بالمصلى، وصرف عليه أموالا عظيمة أخذها من غير حلها ووضعها فى غير محلها، فأقام أركانه وشيد بنيانه، ونصب أعمدته وبنى به منارتين، وجدد جميع سقفه بالخشب النقى، وبيض جميعه فتم على أحسن ما يكون، وفرشه جميعه بالحضر الفيومى وعلق به القناديل، وصليت به الجمعة فى آخر رمضان سنة اثنتى عشرة، وحضر الأمراء والأعيان والفقهاء، وبعد الصلاة عقد الشيخ عبد الله الشرقاوى مجلسا وأملى فيه حديث:«من بنى لله مسجدا»، وتفسير: ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ وألبس فروة سمور وكذلك الخطيب، وكان قبل ذلك يحصل فيه عند الاجتماع به آخر جمعة من رمضان كثير من الملاهى، وذلك أن الناس كانوا يجتمعون به من القاهرة وبولاق وغيرهما على سبيل التسلى، فيجتمع بصحنه أرباب الملاهى من الحواة والقرداتية، وأصحاب الملاعب، والنساء الراقصات المعروفات بالغوازى فبطل ذلك من نحو ثلاثين سنة، ولما جاء الفرنساوية جرى عليه ما جرى على غيره من الهدم والتخريب وأخذ الأخشاب، حتى أصبح بلقعا أشوه مما كان قبل هذه العمارة انتهى.
وقد قاسه الفرنساوية يومئذ فوجدوا أضلعه مائة وعشرين مترا تقريبا، وقالوا: إن شكله يقرب من المربع.
وفى سنة ألف ومائتين وتسعين هجرية، قد ندبت له ثقة من المهندسين ليذرعه ويكشف عن أوصافه بالدقة، فكان جانبه الشرقى مائة متر وتسعة أمتار وثلث متر، وجانبه القبلى مائة وسبعة عشر مترا وعشرة أمتار، والغربى مائة متر وأربعة أمتار، والبحرى مائة وعشرين مترا وربع متر. قال: ويظهر أنه كان له ملحقات لم تدخل فى هذا المقاس آثارها باقية إلى الآن مملوءة بالأتربة، كما أن بعض الجامع الآن متخرب فيه من الجهة البحرية