خدمته كل سنة ألف وأربعمائة وسبعة وسبعون قرشا وثمانية أنصاف فضة، والباقى تحت يد ناظره السيد محمد الليثى.
ورأيت فى كتاب «مناهل الصفا، باتصال نسب السادات الوفائية بالمصطفى» للشيخ على أبى جابر الأتباى نقلا عن أهل التاريخ: أن فى جامع عمرو بن العاص أماكن يستجاب فيها الدعاء: منها البلاطة الحمراء التى خلف الباب الأول فى مجلس ابن عبد الحكم، ومنها باب البراذع، ومنها المحراب الصغير الذى فى جدار الجامع الغربى، ومنها باطن مقصورة عرفة، ومنها عند خرزة البئر التى/فى الجامع، ومنها زاوية فاطمة، ويقال: إنها فاطمة بنت عفان أقامت فى الجامع بهذا المكان وسمى بها، ومنها سطح الجامع، ومنها قبلة اللوح الأخضر. ومما يتبرك به العمودان اللذان على يمنة الداخل من باب الشهود المجاور لسلم السطح فى الجهة البحرية، ومنها عمود الجلالة، ومنها المكان الذى كان الإمام الشافعى يدرس به، ومنها المحراب المنقوش المجاور لكرسى مصحف أسماء، ومنها العمود الذى بقرب الزيادة. وكان سيدى على وفا يسمى هذا الجامع قاعة الفرح، وكان الشيخ إبراهيم المتبولى يسميه ميدان الأولياء انتهى.
وبجوار الجامع من الجهة البحرية قبور لأموات المسلمين، ودولاب يصنع فيه القلل البلدية على نسق القلل القنائية وفيخورة لحريقها، ومن يرتقى فوق سطح الجامع لا يرى إلا تاولا عالية، وحفائر متسعة سببها أخذ السباخ من تلك الجهات وذلك مستمر إلى الآن، ولا يرى هناك شيئا يسر الخاطر مما كانت عليه مدينة العرب ذات العز والثروة والشهرة المنتشرة فى أقطار الأرض، والمبانى العالية الشامخة المشيدة التى مزقتها سطوات الدهر وحوادث الأيام حتى جعلت عاليها سافلها، ومحت آثارها بالمرة فأضحت خاوية موحشة ليس بها أنيس، فسبحان من له الدوام والبقاء الكبير المتعال العدل اللطيف الخبير.