ومن بعد عمارة مراد بيك، جرت فيه مرمات خفيفة مثل تبييضه وارتفاع بلاطه وغير ذلك.
وللجامع صحن غير مسقوف طول ضلعه الأكبر تسعة وسبعون مترا، وطول الأصغر واحد وسبعون، وجميع الجامع مبنى من الطوب المضروب المحرق، وليس به الآن من البناء القديم إلا جزء يسير بالجانب الشرقى والقبلى، وسمك ذلك البناء القديم متر وثلثا متر، وسمك غيره تسعة أعشار متر، وكذا يزيد فى الارتفاع عن الحديد بقدر ثلاثة أمتار.
والموجود به الآن من الأعمدة الرخام الصحيحة مائتان وخمسة عشر عمودا منها ملقى على الأرض خمسة وثلاثون، وذلك غير جملة وافرة من القطع الأنصاف والأقل والأكثر والتيجان والكراسى ما بين ظاهر ومرتدم.
وعلى يسار الداخل من الباب البحرى الكبير عمودان متجاوران، يزعم الناس أنه لا يمكن المرور بينهما إلا لطاهر من دنس الذنوب والخطايا، ويقصدونهما بالمرور بينهما ليختبر الإنسان حاله، ويزدحمون عليهما بعد صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان ازدحاما شديدا.
ويقولون قد يسلك بينهما السمين الجسيم ويتخلف النحيف بحسب قلة الذنوب وكثرتها، وأمام المنبر من الجهة اليسرى عمود من الرخام، يضربونه بالنعال والعصى بعد فراغهم من الصلاة؛ لزعمهم أنه عصى عن الحضور مع الأعمدة التى أحضرت لبناء الجامع زمن الفتح.
وفى الزاوية البحرية الشرقية قبر عبد الله بن سيدنا عمرو بن العاص ﵁، عليه تابوت داخل مقصورة عليها قبة، وتزوره الناس، وبالجامع مصحف كبير مكتوب بالخط الكوفى على رق غزال فقد منه بعضه، وكمله جنتمكان العزيز محمد على بخط عربى سنة ست وأربعين ومائتين وألف، ومصحف آخر داخل صندوق من وقف المرحوم مراد بيك.
وفى صحن الجامع حنفية للوضوء عليها قبة وبداخلها بئر، وبه أيضا شجرة ونخلة وحواليه مساكن موقوفة عليه يصرف ريعها فى لوازمه، وجملة ما يتحصل له من الإيراد كل سنة ثلاثة آلاف قرش ومائتان وثلاثة وثمانون قرشا ونصف قرش عملة ميرية عبرة كل مائة قرش جنيه مصرى، منها من الروزنامجه مائة قرش وأربعة وثلاثون قرشا وسبعة وثلاثون نصفا فضة، ومنها أجرة مساكن ألف وتسعمائة وعشرون قرشا، وأحكار ونحوها ألف ومائتان وثمانية وعشرون قرشا وثلاثة وثلاثون نصف فضة، يصرف من ذلك على