للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى السنة القابلة لخوف طروّ مانع لإيرادها، وبعد ذلك يشترى منه أطيان توقف على هذه الجهة وهكذا، وشرط أن لا يستحق الجراية إلا من كان يحضر درسين أو كان يتعلم القرآن فى المكتب فى سن التعليم، وأن من سافر ولو بأهله يغتفر له شهر واحد إن كان سفره فى أيام العمالة، وأربعة أشهر إن كان فى أيام البطالة رجب وشعبان ورمضان مع شهر قبلها أو بعدها.

ثم إن تحت نظر شيخ الرواق جملة من أوقافه الرباع والحوانيت يتصرف فيها بالنيابة عنهم بالإصلاح والتعمير واستيفاء الأجر، وكلما تجمد عنده شئ من الريع بعد الترميمات اللازمة يصرفه على كل من كان بدفتره من مدرس وطالب على السوية، ولا يتولى وظيفة المشيخة عليهم إلا واحد من أكبر مدرسيهم، وقد استقرت من عدة أجيال فى المشايخ العدوية لكثرة العلماء به من ناحية بنى عدى من زمن شيخ المشايخ الشيخ على الصعيدى العدوى إلى الآن، بل الشائع أن الشيخ عليا العدوى المذكور هو السبب فى إجراء هذا الخير العظيم العميم على يد الأمير الكتخدا المذكور، حتى إنه لحبه للصعايدة من أجل الشيخ العدوى جعل مدفنه بجوار هذا الرواق، فإن ضريحه عليه سحائب الرحمة عن يمين الخارج من المقصورة الجديدة إلى خارج باب الصعائدة ويصعد إليه بنحو أربع درج وهو محل جليل عليه قبة مرتفعة، وعلى القبر تركيبة من الرخام منقوش فيها أسماء العشرة المبشرين بالجنة هكذا: أبو بكر الصديق ابن أبى قحافة، عمر بن الخطاب العدوى، عثمان بن عفان الأموى، على بن أبى طالب الهاشمى، طلحة بن عبيد الله التيمى، سعد بن أبى وقاص الزهرى، سعيد بن زيد العدوى، عبد الرحمن بن عوف الزهرى، أبو عبيدة عامر بن الجراح الفهرى، الزبير ابن العوام الأسدى، رضى الله تعالى عنهم وعن بقية الصحابة والقرابة أجمعين، /وعليها أيضا من الجانب الشرقى أن عليا كرم الله وجهه كان إذا وصف النبى قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد وكان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط إلى أن قال: وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس صدرا … إلى أن قال: وأكرمهم عشيرة لم أر قبله ولا بعده مثله.

وعلى الجهة القبلية شعر:

بروض نعيم فاز كهف مكرم … وحاز بفضل الخير جنات رضوان

هنيئا له فالحور فى الخلد أرخت … لقد فاق فى الفردوس عبد لرحمن

١٣٤ ١٨١ ٩٠ ٣٨١ ٧٦ ٣٢٨ - ١١٩٠