الفضة والأملاك والضياع والوظائف والجماكى والرزق والأطيان، بدده ولده جميعا حتى مات مدينا.
ولما مات المترجم تولى بعده المشيخة الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومى المالكى كانت ولادته سنة اثنتين وستين وألف ووفاته سنة سبع وثلاثين ومائة وألف. ومن شيوخه الشهاب الشبراملسى، والشيخ الزرقانى، والبشبيشى، والغرقاوى، والشيخ عبد الرحمن الأجهورى، وآخرون، وله شرح على العزية فى الفقه فى مجلدين.
ولما مات المترجم انتقلت المشيخة إلى الشافعية فتولاها الشيخ عبد الله الشبراوى فى حياة كبار العلماء فكان طلبة العلم فى أيام مشيخته فى غاية الأدب والاحترام، وصار لأهل العلم فى مدته رفعة ومقام، ومهابة عند الخاص والعام، وهو عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين الشبراوى الشافعى المحدث الأصولى المتكلم الماهر الشاعر الأديب، ولد تقريبا سنة اثنتين وتسعين وألف، وكان من بيت العلم والجلالة، وقد حضر الأشياخ كالشيخ خليل بن إبراهيم اللقانى والشيخ محمد الزرقانى والشيخ أحمد النفراوى وغيرهم، ولم يزل يترقى ويفيد ويملى ويدرس حتى صار أعظم الأعاظم، وقبلت شفاعته وهاداه الأمراء، وعمر دارا عظيمة على بركة الأزبكية بالقرب من الرويعى، وكذلك ولده سيدى عامر دارا تجاه دار أبيه صرف عليها أموالا جمة، وكان يقتنى الظرائف والتحائف من كل شئ، والكتب المكلفة النفيسة بالخط الحسن، وكان راتب مطبخ ولده سيدى عامر فى كل يوم من اللحم الضانى رأسين من الغنم يذبحان فى بيته، ومن آثاره كتاب مطامح الألطاف فى مدائح الأشراف، وشرح الصدر فى غزوة أهل بدر، وديوان يحتوى على غزليات وأشعار ومقاطيع وغير ذلك. توفى ختام سنة إحدى وسبعين ومائة بعد الألف./وتولى المشيخة بعده الشيخ الحفنى المتوفى سنة إحدى وثمانين ومائة وألف. (وقد ترجمناه فى بلدته حفنة)
وتولى المشيخة بعده الشيخ عبد الرؤوف السجينى وتوفى سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف (وترجمناه فى بلده سجين).
وتولاها بعده الشيخ أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهورى المذاهبى الأزهرى، توفى سنة تسعين بعد المائة والألف. (وهو مترجم فى بلدته دمنهور الغربية).
وبعد موته حصل نزاع فى تولى المشيخة بين الشيخ عبد الرحمن بن عمر العريشى الحنفى والشيخ أحمد العروسى الشافعى (المترجم فى الكلام على منية عروس)، ثم آلت للشيخ العروسى، وذلك أنه لما زاد انحطاط الشيخ أحمد الدمنهورى وتبين قرب وفاته تاقت نفس