للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذ ثلث الترك الأهلية فبلغ ذلك فى السنة ستمائة ألف دينار، وكتب بذلك مسموحا قرئ على المنابر فى صبيحة دخوله إلى القلعة.

وفى سنة أربع وستين افتتح قلعة صفد وجهز العساكر إلى سيس ومقدمهم الأمير قلاوون الألفى فحصر مدينة أياس وعدة قلاع.

وفى سنة خمس وستين أبطل ضمان الحشيش من ديار مصر وفتح يافا والشقيف وأنطاكية.

وفى سنة ست وستين قرر الظاهر بديار مصر اربعة قضاة: شافعى ومالكى وحنفى وحنبلى، وحدث غلاء شديد بمصر وعدمت الغلة فجمع الفقراء وعدهم وأخذ لنفسه خمسمائة فقير يمونهم ولابنه السعيد بركة خان خمسمائة فقير وللنائب بيليك الخازندار ثلثمائة فقير، وفرق الباقى على سائر الأمراء ورسم لكل إنسان فى اليوم برطلى خبز فلم ير بعد ذلك فى البلد أحد من الفقراء يسأل.

وفى سنة سبعين خرج إلى دمشق وفى سنة إحدى وسبعين خرج من دمشق إلى مصر فوصل إلى قلعة الجبل وعاد إلى دمشق، فكانت مدة غيبته أحد عشر يوما ولم يعلم بغيبته من فى دمشق حتى حضر، ثم خرج من دمشق يريد كبس التتار فخاض الفرات وأوقع بالتتار على حين غفلة وقتل منهم شيئا كثيرا.

وفى سنة خمس وسبعين سار لحرب التتار فواقعهم على الأبلستين وقد انضم إليهم الروم فانهزموا وقتل منهم كثير، وتسلم قيسارية ونزل بها بدار السلطان ثم خرج إلى دمشق فوعك بها من إسهال وحمى مات منها يوم الخميس التاسع والعشرين من المحرم

ست وسبعين وستمائة وعمره نحو سبع وخمسين سنة، ومدة ملكه سبع عشرة وشهران.

وكان ملكا جليلا عسوفا عجولا كثير المصادرات لرعيته ودواوينه سريع الحركة فارسا مقداما، وفتح الله على يديه جملة بلاد وقلاع مما كان مع الفرنج وغيرهم وعمر الحرم النبوى وقبة الصخرة ببيت المقدس، وزاد فى أوقاف الخليل إلى غير ذلك من الآثار الحميدة رحمه الله تعالى، انتهى ملخصا.

وفى حوادث سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف من تاريخ الجبرتى: أن الفرنساوية لما دخلوا مصر أحدثوا بها أشياء كثيرة منها: أنهم جعلوا هذا الجامع قلعة وجعلوا منارته