للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبة مستطيلة موضوعة على أربعة عمد من الخشب مكتوب بدائرها قوله تعالى: ﴿(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ)(١) إلى آخر الآية، وبأسفل المنبر باب نافذ مكتوب بأعلاه من جهة المحراب فى دائرة صغيرة:

يا قاضى الحاجات. ومن الجهة الأخرى دائرة أيضا مكتوب فيها: يا مجيب الدعوات.

وبينهما طرقة صغيرة بمقدار متر فيها باب به محل صغير تحت المنبر شبيه بمخزن، وفى مقابلة المحراب باب القبة الذى من جهة الصحن يعلوه دكة للمؤذنين بعرض المسجد مركبة على ثمانية أعمدة من الرخام ارتفاع كل واحد ثمانية أمتار، ولها درابزين من النحاس محيط بها وبدائر المسجد من أعلى، وبهذا الدائر أحد وثلاثون شباكا من نحاس أصفر مركب عليها زجاج أبيض، ويليها درابزين آخر بينه وبين الأول مسافة اثنى عشر مترا تقريبا وبه أحد وثلاثون شباكا أيضا مركب عليها زجاج ملون، وبينهما أربعة وعشرون شباكا للقبة الكبيرة بداربزين من النحاس الأصفر مركب عليها شبابيك من نحاس بداخلها زجاج ملون، ويلى الدرابزين الذى يلى القبة من أعلى أربعون شباكا بزجاج ملون، ثم فى دائر كل قبة من القباب الأربعة السالفة الذكر عشرة شبابيك بدرابزين، وجميع الدرابزينات المذكورة لوضع القناديل بها.

ثم فى نصف دائرة المحراب ستة عشر شباكا أمامها طرق بدرابزين، وبدائر الحائط من أسفل ستة وثلاثون شباكا مركب عليها زجاج أبيض، طول كل شباك متران ونصف مكتوب على كل واحد منها شطر من قصيدة البردة، ويتوصل إلى الطرق المذكورة من أبواب لها بالمئذنتين ومن سطح المسجد، وباب القبة القبلى المقابل لبابها البحرى مكتوب عليه من الخارج: ﴿(وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً)(٢)، وأمامه طرقة عظيمة بها أحد عشر عمودا من الرخام المرمر، طول كل عمود منها ثمانية أمتار تقريبا، وبها اثنان وعشرون وترا من الحديد يعلوها إحدى عشرة قبة، وأوصافها كأوصاف الطرقة التى بالباب الأول.

ثم انتقل جناب الخديوى الأكبر محمد على باشا إلى رحمة الله تعالى - والمسجد بهذه الهيئة السابقة الذكر - ودفن فى تربة أمر بعملها له نقرا فى الجبل وباشر عملها بنفسه قبل موته، وهى فى الزاوية القبلية الغربية التى عن يمين الداخل من باب القبة الذى من جهة الصحن وقد أرخ موته الشيخ محمد شهاب بقوله:


(١) سورة الجمعة: ٩.
(٢) سورة الجن ١٨.