للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى خلق قابل ليس عنده باطل، ومن لم يشهد إلا أمر الرحمن ليس عنده أمر الشيطان وقس على هذا فلكل مقام مقال فافهم.

وكان يقول: من علم أن لا إله إلا الله لم يبق لأحد عنده ذنب.

وكان يقول: ما عبد عابد معبودا إلا من حيث رأى له وجها إلهيا ولكن الكامل يدعو ناطقة النواطق إلى الإنطلاق من قيد وجه إلهى محجوب بمرتبة مألوهه وأطال فى ذلك.

وكان يقول: لولا الواجب ما ظهر الممكن ولولا الممكن ما ظهر الواجب واجبا فلكل واحد أثر فى الآخر كالعلة والمعلول والفعل والمفعول والعالم والمعلوم.

وكان يقول: لا يسود أحد قط فى قوم إلا أن آثرهم ولم يشاركهم فيما يستأثرون به.

وكان يقول: كنية الشيطان أبو مرة تدرى من هى المرة التى هذا أبوها؟ هى النفس الجسمانية ذات الشئون المنكرة شهوة بهيمية فلا هى حرة وغضب كلبى سبعى فلا هى برة. تدرى لم سميت مرة؟ لأنها ما دخلت فى شئ إلا أفسدته كما يفسد الحنظل اللبن فافهم.

وكان يقول: لا تهجر ذات أخيك ولكن اهجر ما تلبس به من المذمومات فإذا تاب من ذلك فهو أخوك فافهم.

وكان يقول: الشيطان نار/وحضرة الرب نور، والنور يطفئ النار فجاهده بنور ربك.

وكان يقول: إذا وجدت من يدعو إلى الله فأجبه ولا يصدنك كونه من الطائفة التى انتميت إلى غيرها بمثل ذلك صدّ الأشقياء قبلك؛ فقال اليهود: لو جاء محمد منا لاتبعناه ولكن جاء من العرب فلا نتبعه. فكان الجن أعقل منهم حيث قالوا: يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به. وكان يقول: النفس ماله الإدراك والروح ما به الإدراك فى كل مقام بحسبه. ومن هنا سمى القرآن روحا وعيسى روحا وجبريل روح الوحى النبوى المرسل من المعانى الجلالية، وميكائيل روح هذا الوحى فى المراتب الجمالية.

وكان يقول: كل ما أرضى العارف بالله أرضى معروفه وكل ما أغضبه أغضب معروفه. كما جاء فى الحديث: «إن الله يرضى لرضا عمر ويغضب لغضبه» وجاء مثل ذلك فى حق فاطمة وبلال وعلى وسلمان وخبيب؛ فاعملوا أيها المريدون على أن يرضى عنكم العارفون إن أردتم رضا ربكم.