للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البضائع، وأعطيت تلك الأرصفة من الأبعاد والامتداد ما يلزم لها ويكفى الصادر والوارد، حتى أمكن رسوّ ست قطورات أو ثمانية عليها فى آن واحد، وجعلت موصلة لطرق عربات الكرّ، وبحيث لا يكون عائق للعربات عن أن تصل إلى محل البضاعة، فيستغنى بذلك عن العتالين فى كثير من الأحوال، وصار نصب سقيفتين عظيمتين فوق تلك الأرصفة وجدت إحداهما فى المصلحة نفسها، كانت ملقاة من زمن مديد على ساحل البحر، حتى أكل الصدأ والتراب كثيرا من قطعها، فاشترى لها مهمات كملت بها، ونصبت هناك على يسار الوارد على المحطة.

والثانية جلبت من البلاد الأجنبية فى ضمن مهمات وآلات، وسقيفة أخرى لمحطة الحوض بالسويس صارت التوصية على الجميع من الحكومة الخديوية، وهى المشاهدة فى جهة المحمودية عن يمين الداخل على المحطة، وجعلت أرصفة منها لشحن أخشاب العمارات والأخشاب الداخلة فى جهات القطر، وأرصفة للأقطان والأبزار والحبوب وغير ذلك، فنتج من هذه الأعمال ثمرات عظيمة للمصلحة، وكثر إيرادها لأن التجار لما علموا سهولة الشحن والتفريغ وصيانة بضائعهم، أقبلوا على السكة الحديد وقلّ سفر البحر.

ولكن دفع جميع المضار كان متوقفا على نصب سقائف فى محطات مجمع الوابورات مثل محطة كفر الزيات وبنها، والزقازيق، والمحروسة، وعلى تعدد ورش العمارة، لكن عظم المصرف اللازم لذلك أوجب تأخير بعضه والاقتصار على الممكن منه.

وقد رخّص فى محطة إسكندرية بإحداث ورشة مؤقتة، وجلب ما يلزم لها من العمال والأسطوات، وأحيل عليهما العمارة الخفيفة، وحصل مثل ذلك فى محطتى بندر السويس وكفر الزيات، وفى ورشة العربات فى محطة مصر، وأجرى تكميل الآلات الناقصة بما جلب من الخارج بالشراء وما وجد فى المصلحة نفسها، وترتب وابور لوكومبيل لإدارة الجميع، وصار امتداد أشرطة حديد داخل الورشة متصلة بالسكة الأصلية.