ولأجل استقامة العمل وظهور نتيجته، عمل لذلك استمارات وزعت على كافة الورش، وصار ترتيب ملاحظين على جميع الخطوط من المهندسين الميكانيكيين، ليشاهدوا الوابورات والعربات فى حال الحركة والسكون، ويكتبوا جميع ما يشاهدونه مما يخص المصلحة ثم يعرضون ما كتبوه لديوانها، لتأمر بما يلزم من عمارة، أو إيقاظ السواقين لصيانة العدد، أو تنبيه الوكلاء وخدمة المحطات على زيادة الالتفات وإجراء ما يلزم فى حفظ المهمات وصيانتها، فكان ذلك يحمل المستخدمين على زيادة الملاحظة وإعمال الأفكار فيما هو مطلوب منهم، فحصل من ذلك نتائج حسنة.
لكن لم تعظم المنافع إلا بعد تنظيم ورش العمارة الوقتية، واستيفاء اشرطة لتخزين الوابورات فى محطة الإسكندرية وفى المحطات الوسطى، وبناء المساكن الكافية للمستخدمين.
وأهم من ذلك إتمام تنظيم ورشة العمليات، فإنها لذلك الحين كانت عبارة عن أرض متسعة، مشتملة على كثير من المبانى الخربة خلال العنابر والمخازن، وبها برك عفنة وليست مستوفية للأشرطة اللازمة، وكان الموجود من ذلك على هيئة غير مرضية بحيث كان يحتاج فى إخراج كل عربة أو وابور، مما هو مخزون به، إلى ضياع كثير من الزمن واستعمال جملة من الأنفار.
وكانت المهمات، على اختلاف أنواعها من صالح وغير صالح، مختلطة ببعضها بحيث يتعسر أخذ ما يلزم منها لكثرتها وتراكمها فوق بعضها حتى صارت تلولا، وكانت تحتاج إلى العتالين فى نقلها من المخازن أو إليها، وعنابر العدد، وإن كان بها كثير من العدد والآلات، إلا أنها كانت معطلة لنقص بعضها، وعلو الصدأ والأوساخ على الباقى لإهماله، وكان كل ما تجدد بها شئ رجع إليها ثانيا متخربا بعد أيام قلائل، بل ربما رجع إليها فى يومه.
ولم يكن هناك استمارات لبيان عمل كل عامل ولا قوانين لبيان ما يلزم السواقين فى الخطوط، والملاحظين فى الورش، وكان أغلب السواقين ليس فيه الاستعداد اللائق لوظيفته