للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما طبعها فذكر كثير من الأطباء والحذاق الألباء: أنها حارة يابسة وقال آخرون:

باردة يابسة، وهو من مذهب أهل الذم لها، ومن أعظم منافعها إذهاب النوم وإن كان للسهر أسباب كثيرة غيرها. من تقليل الأكل وترك التعب فى النهار والقيلولة وغير ذلك مما تقرر فى كتب الصوفية ثم قال فائدة:

سمعت من قاضى القضاة علامة زمانه تاج الدين عبد الوهاب بن يعقوب المكى المالكى رئيس الأقطار الحجازية فى ليالى اجتماعى به زمن الموسم بداره بالسويقة بمكة المشرفة: أن شرب الماء البارد قبل القهوة مما يفيدها رطوبة المزاج ويقل يبسها ولا يكون السهر حينئذ شديدا، وكنت أراه يفعل ذلك دائما لهذا المعنى، وهو من ذوى المعرفة والتجارب وله الخبرة والسياسة الحسنة فى سائر الأمور، وأما مبدأ حدوث القهوة فقال الشيخ شهاب الدين بن عبد الغفار ما لفظه: إن الأخبار قد وردت علينا بمصر أوائل هذا القرن بأنه قد شاع فى اليمن شراب يقال له: القهوة تستعمله مشايخ الصوفية وغيرهم للاستعانة به على السهر فى الأذكار قال: ثم بلغنا بعد ذلك بمدة أن ظهورها باليمن كان على يد الشيخ جمال الدين أبى عبد الله محمد بن سعيد الذبحانى بفتح الذال المعجمة وسكون الموحدة وفتح المهملة وبعد ألفه نون مكسورة، نسبة إلى ذبحان بلدة باليمن وهو عالم مشهور بالولاية والفتوى، وكانت وفاته سنة خمس وسبعين وثمانمائة، ونحن الآن فى عام ست وتسعين وتسعمائة، وأما ظهورها فى بلاد الحبشة والجبرت وغيرها من بر العجم فلا يعلم متى أوله.

وقال فخر الدين بن بكر بن أبى يزيد المكى إن الذى اشتهر وبلغ حد التواتر: أن أول من أنشأها بأرض اليمن الشيخ العارف على بن عمر الشاذلى، وأنها كانت قبل من الكفتة أعنى الورق المسمى بالقات، لا من البن ولا من قشره، وأما أول ظهورها بمصر فقال العلامة