الأسواق ومنع الناس من شربها، وعقد لذلك مجلسا عنده وكتبوا به محضرا، أنشأه لهم الشمس الخطيب وأرسلوه إلى مصر وأرسلوا معه سؤالا وطلبوا مرسوما سلطانيا بمنعها بمكة المشرفة.
ثم أشهر الأمير خير بيك النداء بمنع شربها أو بيعها، وشدّد فى ذلك وعزّر جماعة من باعتها، وكبس مواضعهم وأحرق ما فيها من قشر البن، فبطلت حينئذ من السوق. وكان الناس يشربونها فى بيوتهم اتقاء شره.
ثم ورد المرسوم السلطانى على خلاف غرضهم ففتر خير بيك عن التسلط على الناس فتجاسروا على شربها وقال فى هذا المعنى بعض أهل المجون:
قهوة البن حرمّت* … فاحتسوا قهوة الزّبيب
ثم طيبوا وعربدوا* … وانزلوا فى قفا الخطيب
وقال غيره:
قهوة البن حرمت* … فاحتسوا قهوة العنب
واشربوها وعربدوا* … والعنوا من هو السبب
وفى عام ثمانية عشر وتسعمائة قدم الأمير قطلباى إلى مكة المشرفة صحبة الرّكب الشريف عوضا عن خير بيك قأكثر من شربها فاشتهرت أضعاف اشتهارها الأول.
وفى ذى القعدة الحرام سنة اثنتين وثلاثين قدم إلى مكة العارف بالله سيدى محمد بن عراق، فبلغه أنه يفعل فى بيوت القهوة المنكرات فأشار على الحكام بإبطال بيوتها مع تصريحه