للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بحلها فى ذاتها، ولما توفى الشيخ سنة ثلاث وثلاثين رجع الحال إلى ما كان عليه، ولم تزل أولياء الشيخ من بعده على القول بحلها والمواظبة عليها، وكان أجل ما يحضرونه لمن يرد عليهم من الأكابر ومن دونهم القهوة خصوصا فى زمن الموسم، وقد منعها الشيخ شهاب الدين ابن عبد الحق السنباطى وأفتى بحرمتها وقام معه العامة.

وفى ذلك قال بعضهم:

إن أقواما تعدوا* … والبلا منهم تأتى

حرموا القهوة عمدا* … قد رووا إفكا وبهتا

إن سألت النص قالوا* … ابن عبد الحق أفتى

يا أولى الفضل اشربوها* … واتركوا ما كان بهتا

ودعوا العزال فيها* … يضربون الماء حتى

وفى عام خمس وأربعين بينما جماعة فى بيوت القهوة يستعملونها فى شهر رمضان بعد العشاء، إذ وافاهم صاحب العسس، إما من تلقاء نفسه أو لأمر أوحى إليه فباتوا فى منزل السوباشاة (الضابط) وأخرجهم منها على هيئة شنيعة، بعضهم فى الحديد وبعضهم مربوط فى الحبال، ثم أطلقوا صباحا بعد أن ضرب كل واحد منهم سبع عشرة ضربة، ثم لم يلبث أن ظهر الحق وعاد الحال إلى ما كان بعد نحو يومين.

وقد منعت بالقاهرة مرارا فلم تطل المدة وعلا منارها ولم يزل أمرها ظاهرا يشربها العلماء والصلحاء، وطلبة العلم وأماثل الفقهاء، ويقر عليها أهل الإفتاء والتدريس فى سائر الأيام والأوقات والاجتماعات للأذكار فى ليالى الخيرات، ويلتمس بها إذهاب الكسل وقوة النشاط.