وأما صورة كتابة القضاة والعلماء فكتب قاضى القضاة صلاح الدين بن ظهير الشافعى: الحمد لله وتوكلت عليه الأمر كما شرح وبين ونقح.
وكتب القاضى عبد الغنى بن أبى بكر المرشدى الحنفى: أحمد الله وأفوض أمرى إلى الله الأمر كما شرح من مراجعتى فى دارى بسبب عذر شرعى، وقد قامت البينة عندى بما ثبت من حرمة القهوة المشروحة فيه: اللهم اهدنا الصواب.
وكتب القاضى نجم الدين بن عبد الوهاب بن يعقوب المالكى: الحمد لله العادل فى قضائه ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنّا مُؤْمِنُونَ﴾ (١) والطف بنا فى كل حركة وسكون، ونعوذ بالله من قول الزور، والتعاطى بحرم الله أسباب الفجور، وقد شهد عندى جماعة من الأعيان ذوى المعرفة والإتقان بإفسادها للأبدان، وبين ذلك غاية البيان. والأمر كما شرح فيه من غير شئ ينافيه ولا حاجة إلى نقل صور كتابة الباقين، إذ ليس فيها غير الموافقة بناء على الصّفات المشروحة التى لا حقيقة لها على أن معظمهم كانوا عارفين بحقيقة الحال بل كانوا من شرّاب القهوة المواظبين عليها، وإنما كتبوا اتقاء فحش الأمير، لأنه كان متعصبا فى المسألة جدا، وقد تقرر عنده أن له فى منعها فخرا عظيما وثوابا جزيلا، وكان مع ذلك سفيه اللسان جريئا على القضاة وغيرهم، ولم يستطع أحد أن يثبت للبحث مع المتعصبين بالباطل لحرمتها إلا الشيخ نور الدين بن ناصر الشافعى مفتى مكة، ولكنه سمع ما لا يحب بل كفّره بعض أهل المجلس من أجل كلام صدر منه فى غاية الصحة لا محيص عنه؛ فضلا عن أن يترتب عليه أدنى محظور ثم/جهزوا سؤالا وأرسلوه إلى الديار المصرية عرضوا فيه للشيخ نور الدين صورته