ومما روى من نظم بعض أعيان العلماء القائلين بحلها وكثرة فوائدها:
يا قهوة تذهب همّ الفتى* … أنت لحاوى العلم نعم المراد
شراب أهل الله فيها الشفا* … لطالب الحكمة بين العباد
نطبخها قشرا فتأتى لنا* … فى نكهة المسك ولون المداد
ما عرف الحق سوى عاقل* … يشرب من وسط الزبادى زباد
حرّمها الله على جاهل* … يقول فى حرمتها بالعناد
فيها لنا تبر وفى حانها* … صحبة أبناء الكرام الجياد
كاللبن الخالص فى حله* … ما خرجت عنه سوى بالسّواد
انتهى باختصار كثير وتصرف قليل.
وفيه أيضا بالخط الفرنساوى عن بعض مؤلفى الأتراك ما ترجمته:
شجرة القهوة تنبت باليمن فى كورتين، منها فوق الجبال التى تطو زبيدا فى مقابلة بيت الفقيه فى الخط المعروف بوصاب، والخط المعروف بنهارى، وهما قريبان من نينا جيزان، وشجرها مغروس على خطوط مستقيمة، ولها شبه بشجرة الكريز، وورقها ثخين واخضراره معتم، وتستمر آخذة فى الكبر إلى ثلاثين سنة، وغاية ما تبلغ فى الارتفاع إلى ثمانية أذرع، وزهرها أبيض ويخرج ورق الزّهر اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة، وهو أكبر من ورق زهر الكريز وثمرها يشبه ثمر الكريز أيضا، وفى وقت خضرته يكون غضّا بمرارة فإذا احمرّ يكون فى طعم اللبن الحامض، وعند إدراكه وانتهاء استوائه يكون أحمر اللون يضرب إلى السواد كالوشنة،