الأضحية، وبعد موت جده تزوجها الأمير على أغا باش اختيار متفرقة المعروف بالطورى وتزوج المترجم بابنته، وله حكم قلاع الطور والسويس والمويلح وكانت تلك المواضع إذ ذاك عامرة وبها المرابطون ويصرف عليهم العلوفات والاحتياجات.
ولما مات على أغا سنة سبع وثلاثين تقلد ذلك بعده المترجم مدة مع كونه فى عداد العلماء وربى معتوقيه عثمان وعليا ولم يزالا فى كتفه حتى ماتا، وأرسل خادما له يسمى سليمان الحصافى جوربجيا على قلعة المويلح فقتلوه هناك، فترك هذا الأمر وأقبل على الاشتغال بالعلم، وماتت زوجته بنت الأمير على فتزوج ببنت رمضان جلبى بن يوسف الخشاب، وهم بيت مجد وثروة ببولاق ولهم أملاك وأوقاف، من ذلك وكالة الكتان وربع وحوانيت تجاه جامع الزرد كاش، وبيت كبير بساحل النيل وكانت تلك الزوجة من الصالحات المصونات.
ومن برّها له وطاعتها أنها كانت تشترى له السرارى الحسان من مالها ويتزوج عليها كثيرا من الحرائر ولا تتأثر، واشترى مرة جارية بيضاء فأحبتها حبا شديدا ودفعت له ثمنها وأعتقتها وزوجتها إياه وجهزتها وفرشت لها مكانا على حدتها وبنى بها فى سنة خمس وستين، وكانت لا تقدر على فراقها ساعة مع كونها صارت ضرتها.
وفى سنة اثنتين وثمانين مرضت الجارية فمرضت لمرضها وثقل عليها المرض، فقامت الجارية فى ضحوة النهار فنظرت إلى مولاتها وكانت فى حالة غطوسها فبكت وقالت: إلهى إن كنت قدّرت موت سيدتى فاجعل يومى قبل يومها ثم رقدت، وزاد بها الحال وماتت تلك الليلة فسحبوها من جانبها فاستيقظت مولاتها آخر الليل وجستها بيدها وصارت تقول: زليخا زليخا فقالوا لها إنها نائمة فقالت: إن قلبى يحدثنى أنها ماتت، ورأيت فى منامى ما يدل على