وقدم الشيخ حسام الدين الهندى وكان متضلعا من العلوم الرياضية والمعارف الحكمية والفلسفية فنزل بمسجد فى مصر القديمة واجتمع عليه بعض الطلبة مثل: الشيخ الوسيمى والشيخ الدمنهورى وتلقوا عنه أشياء فى الهيئة وذهب إليه الوالد فاغتبط به الشيخ وأقبل بكليته عليه، ونقله الوالد إلى داره وأفرد له مكانا وأكرم نزله وطالع عليه الجغمينى وقاضى زاده والتبصرة والتذكرة وهداية الحكمة لأثير الدين الأبهرى وما عليهما/من المواد والشروح مثل السيد والميبدى قراءة بحث وتحقيق وأشكال التأسيس فى الهندسة وتحرير إقليدس والمتوسطات والمبادئ والغايات وعلم الأرتماطيقى وعلم المساحة وغير ذلك، ثم أراد أن يلقنه علم الصنعة الإلهية وكان من الواصلين فيها، فأبت نفسه الاشتغال بسوى العلوم المهذبة للنفس، وكان يحكى عنه أمورا تشعر بأنه كان من الواصلين ولم يزل عنده حتى سافر إلى بلاده، وقدم أيضا الشيخ محمد الفلانى الكشناوى فاجتمع عليه المترجم وتلقى عنه علم الأوفاق وقرأ عليه شرح منظومة الجزئيات للقوصانى، والدر والترياق، والمرجانية فى خصوص المخمس الخالى الوسط، والأصول والضوابط، والوفق المئينى، وعلم التكسير للحرف وغير ذلك.
وسافر الشيخ للحج ورجع فأنزله عنده بزوجته وجواريه وعبيده وكمّل عنده غالب مؤلفاته ولم يزل حتى مات، ولقى المترجم فى حجاته الشيخ النخلى، وعبد الله بن سالم البصرى، وعمر بن أحمد بن عقيل المكى، والشيخ محمد حياة السندى، والسيد محمد السقاف وغيرهم، وتلقى عنهم وأجازوه وهم أيضا تلقوا عنه ولقنه أبو الحسن السندى طريق السادة النقشبندية والأسماء الأدريسية، ثم قال بعد أن ساق صورة إجازة الشيخ عمر بن أحمد بن عقيل للمترجم بما فيها من ذكر سنده المتصل بالنبى ﷺ من عدة طرق.