للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنجب عليه كثير من علماء وقته طبقة بعد طبقة، مثل الشيخ أحمد الراشدى، والشيخ إبراهيم الحلبى، وأبى الإتقان الشيخ مصطفى الخياط، والشيخ أحمد العروسى، ومن الطبقة الأخيرة التى/أدركناها الشيخ أبو الحسن العكفى والشيخ عبد الرحمن البنانى، ومن الملازمين له الشيخ محمد النفراوى، والشيخ محمد الصبان والشيخ محمد عرفة الدسوقى، والشيخ محمد الأمير والشيخ محمد الجناجى والشيخ مصطفى الرئيس والشيخ محمد الشوبرى والشيخ عبد الرحمن القرشى والشيخ محمد الفرماوى، وكان يباسط أخصاءه منهم ويمازحهم بالأدبيات والنوادر والأشعار والمواليات والمجونيات والحكايات والنكات وينتقلون معه فى مواطن النزهة، فيقطعون الأوقات فى دراسة العلم ومطارحات المسائل والمفاكهة والمباسطة.

وممن تلقى عنه شيخ الشيوخ الشيخ على العدوى، تلقى شرح الزّيلعى على الكنز فى الفقه الحنفى، وكثيرا من المسائل الحكمية، ولما قرأ كتاب المواقف كان يناقشه فى بعض المسائل المحققون من الطلبة، فإذا توقف فى مسألة يقوم من حلقته ويقول لهم: اصبروا حتى أذهب إلى من هو أعرف منى بذلك، فيأتى المترجم فيصوّرها له بأسهل عبارة فيرجع فى الحال إلى درسه ويحققها لهم، وهذا من أعظم الديانة والإنصاف، وقد تكرر منه ذلك، وكان يقول عنه: لم نر ولم نسمع من توّغل فى علم الحكمة والفلسفة وزاد إيمانه إلا هو رحم الله الجميع.

وتلقى عنه من الآفاقيّين وأهل بلاد الروم والشام وداغستان والمغاربة والحجازيين خلق لا يحصون، وأجل الحجازيين الشيخ إبراهيم الزّمزمى، وأما ما اجتمع عنده وما اقتناه من الكتب فى سائر العلوم، فكثير جدا قلما اجتمع ما يقاربها فى الكثرة عند غيره من العلماء وغيرهم، وكان سموحا بإعارتها وتغييرها للطلبة وذلك كان السبب فى إتلاف أكثرها وتخريمها وضياعها، حتى إنه كان أعدّ محلا فى المنزل ووضع فيه نسخا من الكتب التى يتداول علماء