للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأزهر قراءتها للطلبة، مثل الأشمونى، وابن عقيل، والشيخ خالد والأزهرية والشذور، وكذا كتب التوحيد مثل: شروح الجوهرة، وشروح السنوسية الكبرى والصغرى، وكتب المنطق، والاستعارات والمعانى، وكتب الحديث والتفسير والفقه وغير ذلك، فكانوا يغيرون منها من غير استئذان، وقد أرسل إليه السلطان مصطفى نسخا من خزانته، وكذلك أكابر الدولة بالروم ومصر وباشا تونس والجزائر واجتمع لديه من كتب الأعاجم، الكلستانى، وديوان حافظ شاه نامه، وتواريخ العجم، وكليلة ودمنة، ويوسف زليخا وغير ذلك، وبهذه الكتب تصاوير بديعة الصنعة غريبة الشكل، وكذلك الآلات الفلكية من الكرات النحاس التى كان اعتنى بوضعها حسن أفندى الروزنامجى، بيد رضوان أفندى الفلكى، اشترى جميعها من تركة حسن أفندى، وكذلك غيرها من الآلات الارتفاعية والميالات، وحلق الأرصاد، والاصطرلابات والأرباع والعدة الهندسية، وأدوات غالب الصنائع من النجارين والخراطين والحدادين والسمكرية والمجلدين والنقاشين والصاغة وآلات الرسم والتقاسيم، ويجتمع به كل متقن فى صناعته مثل: حسن أفندى الساعاتى، وعابدين أفندى الساعاتى، وعلى أفندى رضوان من أرباب المعارف فى كل فن، ومحمد أفندى الإسكندرانى وإبراهيم السكاكينى، والشيخ محمد الزبدانى.

وكان فريدا فى صناعة التراكيب والتقاطير واستخراج المياه والأدهان وغير هؤلاء ممن رأيت ومن لم أره، وحضر إليه طلاب من الإفرنج وقرؤوا عليه علم الهندسة سنة تسع وخمسين وأهدوا له من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها ذلك العلم من حينئذ، وأخرجوه من القوّة إلى الفعل، واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء وجر الأثقال واستنباط المياه، وفى أيام اشتغاله بالرسم رسم ما لا يحصى من المنحرفات والمزاول على الرخام والبلاط ونصبها فى أماكن كثيرة مثل: الأزهر والأشرفية وقوصون ومشهد الإمام الشافعى والسادات.