وفى الآثار منها ثلاثة: واحدة بأعلى القصر، وأخرى على البوابة، وأخرى بسطح الجامع كسرها فراشوا الأمراء الذين كانوا ينزلون هناك للنزهة ليمسحوا بها صوانى الأطعمة الصفر وغير ذلك من منازله وغيرها، حتى أن الخدم تعلموا ذلك فصاروا يقطعون البلاط بالمناشير ويمسحونه بالمماسح الحديد والمبارد ويهندسونه.
وأما ما كان على الرخام فيباشر صناعته وحفره صناع الرخام بالأزمير بعد التعليم على مواضع الرسم ومقادير أبعاد المدارات والظلال وما عليها من الكتابة والتعاريف، ولما تمهر الآخذون عنه ترك الاشتغال بذلك وأحال الطلاب عليهم، فإذا كان الطالب من أبناء العرب تقيد بالشيخ محمد النفراوى، وإن كان من الأعاجم تقيد بمحمود أفندى الفيشى، واشتغل هو بمدارسة الفقه وانكب عليه الناس يستفتونه وتقرر فى أذهانهم تحريه الحق حتى أن القضاة لا يثقون إلا بفتواه، وكان لا يعتنى بالتأليف إلا فى بعض التحقيقات المهمة منها: نزهة العينين فى زكاة المعدنين، ورفع الإشكال بظهور العشر فى العشر فى غالب الأشكال، والأقوال المعربة عن أحوال الأشربة، وكشف اللثام عن وجوه الصنف الأول من ذوى الأرحام، والقول الصائب/فى الحكم على الغائب، وبلوغ الآمال فى كيفية الاستقبال، والجداول البهية برياض الخزرجية فى العروض، وإصلاح الأسفار عن وجوه بعض مخدرات الدر المختار، ومأخذ الضبط فى اعتراض الشرط على الشرط، والنسمات الفيحية على الرسالة الفتحية، وحقائق الدقائق على دقائق الحقائق، وأخصر المختصرات على ربع المقنطرات، والثمرات المجنية من أبواب الفتحية، والمفصحة فيما يتعلق بالأسطحة، والدر الثمين فى علم الموازين، وحاشية على شرح قاضى زاده على الجغمينى لم تكمل، وحاشية على الدر المختار لم تكمل ومناسك الحج وغير ذلك، حواش وتقييدات على العصام والحفيد والمطول والمواقف والهداية فى الحكمة والبرزنجى على قاضى زاده وأمثلة وبراهين هندسية شتى وماله من الرسومات والآلات النافعة المبدعة. ومنها الآلة المربعة لمعرفة الجهات والسمت والانحرافات بأسهل مأخذ وأقرب طريق، والدائرة التاريخية.