للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتفق فى سنة اثنتين وسبعين أنه وقع الخلل فى الموازين والقبانيين وجهل أمر وضعها ورسمها وبعد تحديدها واستخراج رمامينها وظهر فيها الخطأ واختلفت مقادير الموزونات، وترتب على ذلك ضياع الحقوق وفسد على الصناع تقليدهم الذى درجوا عليه، فعند ذلك تحركت همة المترجم لتصحيح ذلك، وأحضر الصناع لذلك من الحدادين والسباكين وحرر المثاقيل والصنج الكبار والصغار والقرسطونات ورسمها بطريق الاستخراج على أصل العلم العملى والوضع الهندسى، وصرف على ذلك أموالا من عنده ابتغاء وجه الله تعالى، ثم أحضر كبار القبّانية والوزانين، وبيّن لهم ما هم عليه من الخطأ وعرفهم طريق الصواب فى ذلك، وأطلعهم على سرّ الوضع ومكنون الصنعة وأحضروا العدد وأصلحوها وأبطلوا ما تقادم وضعه وفسدت مراكزه وقيدوا بصناعة ذلك الأوسطاء مراد الحداد ومحمد بن عثمان، حتى تحررت الموازين وانصلح شأنها وسرت فى الناس العدالة الشرعية واستمر العمل فى ذلك أشهرا، وهذا هو ثمرة العلم ونتيجة المعرفة والحكمة المشار إليها بقوله تعالى ﴿وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً﴾ (١).

ثم قال: بعد أن ذكر جملة من نظمه فى موضوعات شتى وقصائد مما مدحه به الناس وبعض فوائد عنه.

وفى سنة تسع وسبعين توفى ولده أخى لأبى أبو الفلاح علىّ وقد بلغ من العمر اثنتى عشرة سنة فحزن عليه وانقبض خاطره وانحرف مزاجه وتوالت عليه النّوازل وأوجاع المفاصل ونقل العيال من بيت بولاق ولازم بيت الصنادقية وفتر عن الحركة إلا فى النادر، وصار يملى


(١) سورة البقرة آية/٢٦٩.