ولما تضلع المترجم من لغتى العربية والفرنساوية أخذ فن التراجم عن أستاذه رفاعة بيك المذكور، فلما أنشأ العزيز محمد على باشا قلم الترجمة سنة ثمان وخمسين تحت نظر رفاعة بيك المذكور.
كان المترجم من رجال هذا القلم المشكل من ثلاثة أقسام، أحدها قسم ترجمة الرياضيات بفروعها، وكان رئيسه محمد بيومى أفندى المهندس النظرى، المتوفى بالأقطار السودانية فى بندر الخرطوم سنة سبع أو ثمان وستين.
وثانيها قسم ترجمة الطبيات بفروعها وكان رئيسه مصطفى أفندى الواطى المتوفى سنة ثمانين أو إحدى وثمانين.
وثالثها قسم ترجمة التواريخ والأدبيات، وكان رئيسه خليفة محمود أفندى صاحب التراجم الكثيرة فى التواريخ والأدبيات، منها ترجمان مفيد باللغة العربية والتركية والفرنساوية، وقد توفى سنة إحدى وثمانين فكان صاحب الترجمة وكيل رياسة ترجمة القسم الأول وهو قسم الرياضيات وفروعها، وقد ترجم فيه من اللغة الفرنساوية إلى العربية كتابين: أحدهما جداول المهندسين، وثانيهما تطبيق الهندسة على الميكانيكا والفنون المستظرفة، وترقى بقلم الترجمة فى أواخر سنة ثمان وخمسين إلى رتبة ملازم ثان، وفى سنة ستين انتقل برتبة ملازم أول إلى مدرسة المهندسخانة الخديوية ببولاق تحت نظارة الأمير الفرنساوى المنعم عليه برتبة البيكاوية وهو فى المدرسة المذكورة.
ولما انفصل عنها فى سنة ست وستين وأراد التوجه إلى بلاده، ربط له على الحكومة المصرية معاش عاش به إلى أن مات بوطنه سنة إحدى وثمانين، وتعين المترجم