وأخبرنى العلامة المرحوم شيخنا الشيخ القويسنى أنه صادف ابتداء مجاورته بالأزهر ابتداء مجاورة الشيخ وأنهما اصطحبا معا من حينئذ مطالعة وحضورا من سنة إحدى وسبعين ومائة وألف إلى مائتين وتسعة، ولذا كان ﵀ يلاحظنى كثيرا لذلك، ويقول: أنت ابن أخى، وحضرت أنا على الشيخ الوالد سحّت عليه سحائب الرحمة فى الحديث الجامع الصغير، والبخارى، والمواهب، وفى التفسير الجلالين، وفى الفقه إلى المنهج، وفى النحو إلى الأشمونى، وفى الفرائض والتوحيد وغيرهما جملة.
ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى ليلة الجمعة فى رجب سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، فجئت إلى الأزهر وجاورت به إلى سنة خمس وخمسين، وكان سنى عند وفاته خمس عشرة سنة، ودفن رحمه الله تعالى بمسجد الشيخ النجم بقبة ولده التى تحت المنارة، والأبيارى نسبة إلى أبيار بلد أبى وأجدادى عدد أبنائها أربعة آلاف نفس وكسور.
وكانت قبل الآن من المدن العظيمة العامرة بالأعيان والأكابر والأفاضل، وإلى أن عمل جسر الحديد كانت محل تخت القضاء يتبعها نحو مائة وخمسين بلدا ومركز حكومة قسمها، وسوق عكاظ جميع ما حولها منوفية وغربية وبحيرة، وبها من المساجد التى تقام بها الجمعة سبعة، وبها مركز نقابة أشراف المنوفية، كما فى بعض حجج عقاراتنا القديمة إذ يعنون فيها عن أحد أجدادنا السيد عامر نجا بنقيب أشراف المنوفية.
نبغ فيها نبغة من الأخيار، وبزغ منها جملة من الشموس والأقمار، منهم كما فى تاج العروس: أبو الحسين على بن إسماعيل الأبيارى، روى عنه أبو طاهر السّلفى، ومنهم أبو الحسن على بن إسماعيل بن عطية شارح البرهان فى الأصول، كان ابن الحاجب من