للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وملخص ما نقله كترمير عن مؤرخى بطارقة الإسكندرية أن الخليفة مروان لما بلغه وصول الفرنسيس إلى ناحية الفرما وجه جملة من العساكر فى المراكب إلى الجهات البحرية وأمرهم بحرق كل ما يجدونه من السّفن، ووجه مثلهم من البر وأمرهم بحرق المدن والقرى والمزارع والكروم ففعلوا ما أمروا به، حتى أتوا إلى مدينة أتريب فهموا بإحراقها.

وكان بها خمسة مجار للماء غير الخلجان، وكان قد رأى أن تخريب البلاد وقلة المراكب التى يعبرون بها البحر يمنعهم عن دخول أرض مصر، لكنه أخطأ فيما دبره، فإنه بلغه أن أعداءه قد اجتازوا النيل خوضا من أماكن متعددة، ووصلوا إلى أماكن كثيرة فخاف وطلب العساكر، فقاموا من غير أن يحرقوا المدينة.

وذكر هذا المؤلف أيضا أن العرب دخلوا مدينة أتريب وهدموا كنيسة العذراء البتول، وذكر المقريزى فى رسالته على قبائل العرب: أن أتريب من ضمن المدن التى استوطنتها العرب، وطول الباقى من الآثار هذه المدينة ستمائة تؤازة، وعرضها أربعمائة تؤازة، والتؤازة متران.

وكان فيها شارع عظيم يخترقها طولا ومحل منتزه باهر، وكان سكان ما حولها كأهل بنها يحفرون فى تلالها فإذا وجدوا رخاما أو أحجارا أحرقوها وعملوها جيرا، فأتلفوا بذلك أشياء عتيقة كثيرة.