وفى زمن الفرنساوية كان جزء من بيوت البلد فوق سطحه وإذا قارن الإنسان البيوت الجديدة بالمعبد وبنائه ونظر إلى السكان وأحوالهم لا يرى مناسبة بينهم وبينه، ويستبعد أن يكون مثل هؤلاء الناس من ذرية من بنى مثل هذا البناء، ويقول: كيف أمكن المصريين أن يبنوا مثل هذا البناء الهائل فلا بد أن سكان هذه الأرض كانوا يخالفون من بعدهم فى الكيفية والأحوال.
وطول هذا المعبد قريب من مائة وثمانية وثلاثين مترا، وعرضه تسعة وستون مترا فالعرض نصف الطول، وأكبر ارتفاع فيه خمسة وثلاثون مترا وارتفاعه عند الباب سبعة عشر مترا، وقطر أغلظ الأعمدة متران من أسفله، ومحيطه قريب من عشرين قدما وارتفاعه ثلاثة عشر مترا، ومحيط التاج قريب من اثنى عشر مترا، أو سبعة وثلاثين قدما، وهو من الحجر الصّلب القابل للصّقل ولا يمكن الدخول فيه إلا بمشقة لإحاطة البيوت والأتربة به.
وفى داخله دهليز واثنان وثلاثون عمودا ومحل العبادة محوط بدهاليز، وأمامه إيوان وبابان عظيمان وجميع ذلك محوّط بسور له باب بجانبه برجان فى غاية من الارتفاع، وبين هذا الباب وباب المعبد فضاء على صورة حوش تحيط به أعمدة من أربع جهاته، والمسافة التى بين البابين وقدرها ثلاثة وأربعون مترا منقسمة إلى اثنى عشر قسما، كل قسم قدر ما بين الأعمدة، وقاعدة كل عمود بالذهاب إلى الباب مرتفعة عن سابقتها، وكانت الأهالى مع أمير الجهة يجتمعون فى هذا المحل فى عيد النيل.
قال هيرودوط ما ترجمته: متى ارتفع ماء النيل وتعدى الجروف لرى الأرض يكون هذا الوقت عيد النيل فيتوجه الأمير ومعه القسيسون والأمراء ووجوه الناس فى الملابس الرسمية إلى المعبد، ليشكروا الله تعالى على ما أنعم به من زيادة النيل.