فإذا كان الأمير عند باب المعبد كان جميع من خلفه موزعا على اثنتى عشرة فرقة على حسب درجاتهم فى الموكب ويسيرون قليلا قليلا على صوت الألحان والآلات ويدخلون المعبد لتمجيد اسم الله تعالى، فلا موكب يشابه هذا الموكب الذى لا يمكن وصف منظره العجيب، وأفواج الخلق فوق هذه الطبقات الواسعة المدرجة، ولم يكن فيما عمله الرومانيون ومن بعدهم إلى الآن بناء مثل هذا شامل لأنواع الظرف مع المتانة والصلابة التى غالبت القرون وغلبتها، مع أنا نجد بناء غير المصريين ممن استولوا على هذه الأرض قد زال بالكلية.
وهذا المعبد باق مع تسلط جميع ما يوجب الانهدام والخراب عليه، كتسلط الأهالى والولاة والقرون وحوادثها، وللآن يرى كأنه بنى بالأمس فإن لم يكن غيره باقيا من بناء المصريين فهو كاف فى الدلالة على علوّ مقدارهم ومعلوماتهم ومهارتهم فى الصنعة.
وفى خطط الفرنساوية/تفاصيل الزينة والنقوش المزين بها هذا البناء، مع بيان نسب الأجزاء وكيفية التفصيل وغير ذلك فلتراجع.
وزعم الأروام أن أهل هذه المدينة كانوا يقدسون أبلون ولذلك سميت أبلونويوليس، وكانوا يكرهون التمساح كراهة شديدة ويعلقونه على غصون الأشجار ويقطعونه قطعا ويأكلونه، وكان ذلك داعيا لعداوة أهل [كوم](١) أمبو وخطها لهم ووقوع النزاع بينهم على ما ذكره بعض مؤرخى الروم، لأن التمساح كان من الحيوانات المقدسة عند أهل كوم امبو وخطها.