للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال آخر فى قطعة شعر هزلية قصد بها المصريين ما معناه: أنتم تعبدون العجل وتجعلونه إلها، ونحن نذبحه قربانا للآله، وأنتم تعتقدون ثعبان الماء إلها، ونحن نعده من طيبات الأطعمة.

وقال بعض شارحى هيرودوط أيضا: إن اعتبار المصريين للحيوانات واحترامهم إياها إنما هو لما فيها من الأسرار والخواص والأسباب التى تخفى على كثير من الناس، وليس ذلك عبادة لها، وإنما كلام اليونانيين ناشئ عن جهلهم بما كان يلحظه المصريون ويعلمونه فى الحيوانات، مثلا ثعبان الماء من خاصيته أن أكله يغلظ الدم ويمنع العرق، وذلك سبب لحصول الجذام فحرمه القسيسون لذلك، ولأجل سد باب أكله أخرجوا ذلك مخرج التقديس ليمتنع أكله بالكلية.

وفى كتاب هيرودوط، أن للتمساح أربعة أرجل وأنه يمتنع من الأكل أربعة أشهر الشتاء، وأنه يعيش فى الماء ويخرج إلى البر ويبيض فى الرمل، وفى النهار يألف الأماكن اليابسة، وفى الليل يألف الماء لسخونته عن الهواء.

وقال بلين: إنه قد يختفى فى الجحور وبيضه قدر بيض الأوز، وفقسه بنسبة ذلك، ويكبر حتى يبلغ سبعة عشر ذراعا وأكثر، وعيناه كعينى الخنزير، وأسنانه بارزة وكبرها بنسبة جسمه، وليس له لسان، ولا يحرك فكه الأسفل عند الأكل وإنما يحرك الأعلى.

وقد استكشف علماء وقتنا أن له لسانا ملتصقا بالفك الأسفل به ثقوب كثيرة مثل لسان السمك والثعبان والثلاثة تستعمله فى ذوق الغذاء فقط، بخلاف باقى الحيوانات فألسنتها للطعام والصوت، ومخالبه قوية وجلده مكسو بصفائح تمنع نفود السلاح فيه.