للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم إنه يعلم من كلام المؤرخين أن الرومانيين بعد استيلائهم على هذه الأرض غيروا أسماء المدن وجعلوها على أسماء مقدسيهم، ولذا ضاع كثير من الأسماء القديمة.

ويستفاد من كلام أوزيبى أن مدينة أبلونوبوليس هى مدينة هوروس، لأن الروم سمت هوروس أبلون فى لغتهم وأقره على ذلك هيرودوط وبولوتارك وديودور.

وكانت الروم تسمى الشمس فى أعظم ارتفاعها أبولون ويقولون إنه القاتل للثعبان بيتون، والمصريون يقولون: إن هوروس هو القاهر ليتفون. ويعنون بذلك أن الشمس متى بلغت غاية ارتفاعها تبعث إلى الأرض أكثر الحرارة والنور ويكون معظم إشارتها إلى خروج نهر النيل، لأنه يكون سببا لزوال جميع دواعى الضرر ويعنون بذلك موت تيفون؛ لأنهم كانوا يجعلون هذا الاسم علما على القحولة والوباء وما يشبههما وحينئذ يعود للديار المصرية خيرها، ومتى عم الماء الأرض حصلت الخصوبة وتمت البركة ويكون قد تم عمل هوروس أو الشمس فى المنقلب الصيفى، ومن تأمل الرسوم والنقوش التى على جدران المعبد يفهم منها أمورا كثيرة من معتقدات القطر وأن جميع هذه الرموز إشارات لأمور فلكية، فيشاهد فى نقوش الباب الجسيمة فى الأفريز سلما له أربع عشرة درجة فى نهايته عود نيلوفر فوقه هلال متوّج بعين، وفى الخلف صورة صغيرة رأسها رأس الطير أبيس، وبإمعان النظر فى ذلك يعرف جميع أحوال المنقلب الصيفى وأول شهر من شهور السنة، فإن النيلوفر إشارة لزيادة النيل، والعين على ما ذكره بلوتارك إشارة إلى الشمس أو أوزريس فى أعلى ارتفاعها، والطير أبيس علم على الرى، والهلال المتوّج وطرفاه إلى أعلى دليل على الهلال المذكور على ما ذكره هورابلون، والصورة التى تأتى فى الأول رأسها رأس الطير أبيس تقدم إليه إناء ماء، وهو أيضا إشارة لعلو النيل، وتوجد أيضا فى السطر الخامس عشر بعد السلم وكذلك بعد السابع والعشرين وفى يدها الصورة التى على الهلال يعنى عين أوزريس، وأمامه إشارات تدل على النيل أيضا.