للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مرييت فى تاريخه وبركش وغيرهما ممن لهم معرفة باللغة القديمة المصرية، أن هذه المدينة كانت تنسب إلى فراعنة العائلة التاسعة والعشرين، وكانت مدتهم إحدى وعشرين سنة، وجلوس أول فراعنتها كان قبل المسيح بثلاثمائة وتسع وتسعين سنة.

وذكر هيرودوط: أن أهل هذه المدينة كانوا يحرمون أكل المعز ذكورا وإناثا، وسببه أن النقاشين والمصورين كانوا يصورون رأس المقدس «بان» على صورة رأس أنثى المعز، ورجليه على صورة رجلى تيس المعز، قال: والذى يظهر أن هذا ليس هو السبب فى تحريم لحومها، لأنهم كانوا لا يعتقدون أن المقدس «بان» كان على هذه الصورة.

قال: واحترامى للديانة يمنعنى أن أجزم بالسبب الذى حرموا أكلها لأجله، غاية ما أقول أنهم كانوا يحترمون هذا النوع من الحيوان خصوصا التيوس حتى كانوا يحترمون رعاتها، وإذا مات التيس المعظم عندهم يحزنون عليه ويلبسون الحداد، وكان اسم التيس عندهم منديس انتهى.

وقال خليل الظاهرى وأبو الفداء وغيرهما أن هذه المدينة كانت من بلدان إقليم المرتاحية والدقهلية، وكان بها دار إقامة حاكم الإقليم كما فى خطط المقريزى، قال أبو الفداء:

وكانت على خليج من النيل يجرى حتى يصب فى بركة المنزلة، وهو المسمى الآن ببحر طناح.

وفى تاريخ بطاركة الإسكندرية أن الخليفة المتوكل رمّ أسوارها وأسوار مدن أخرى، كدمياط ورشيد وتنيس بعد نهب اليونان تلك المدن وتخريبها، وزعم بعضهم أن اسمها الأصلى أشمونين يونان نسبة إلى اليونان الذى هم الأروام وليس بصحيح؛ وإنما أضيفت إلى الرومان لأن إقليم الدقهلية الذى منه هذه المدينة خصب ينتج فيه الرمان كثيرا جدا فيباع منه مقدار عظيم كل عام فى البلدان الأخر.