للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويستفاد من خطط أنطونان أن البعد بين مدينة الأشمونين وأسيوط تسعة وخمسون ميلا رومانيا وهو ألف وأربعمائة وثمانية وسبعون مترا، فيكون هذا البعد ٨٧٢٠٢، وقد قيس هذا البعد الآن على الخرطة فوجد ٨٧٥٠٠، والفرق بينهما يسير، وهو يدل على أن الآثار الباقية إلى الآن هى آثار مدينة الأشمونين بلا ريب، والآثار الباقية إلى زمن الفرنساوية كانت قطع أعمدة وحجارة ضخمة وباب عظيم كان لمعبد تهدم وقد وصفوه فى خططهم وقاسوا أبعاد أعمدته وأجزائه فى محور الخراب على بعد ستمائة وخمسين مترا من نهايته الغربية، وكان القائم منه على الأرض اثنى عشر عمودا فوقها جزء من البناء الأصلى، وقالوا يغلب على الظن أنه كان له ثمانية عشر أو أربعة عشر عمودا، وأن الآثار الباقية منه تدل على أن اتجاهه بالضبط اتجاه الشمال المغناطيسى، بمعنى أن الواجهة محررة على الجنوب المذكور كما علم ذلك بالرصد فى يوم ٢٩ من أكتوبر الإفرنكى سنة ١٨٠٠ ميلادية، وهو مخالف لما اعتاده المصريون من جعل واجهات المعابد فى اتجاه الشرق؛ ولكن لما كان محور العمارة موازيا لاتجاه مجرى النيل كان يتخرج على القاعدة المتبعة، واتجاه نفس المدينة هو الاتجاه الذى جعلوه للمعبد ومحور الاثنين يكاد ينطبق خطا واحدا، فلو لم تؤثر الأيام فى المبانى الباقية من هذه العمارة وتهدمها كما هدمت غيرها لكان محور المعبد نافعا فى معرفة التغيرات التى تحصل للمحور المغناطيسى فى جميع الأوقات، والارتفاع الكلى للباب فوق قاعدة الأعمدة ستة عشر مترا وثلثان، وارتفاع القاعدة سبعة أعشار متر، وجسم العمود مع التاج ثلاثة عشر مترا وستة عشر سنتيا، ومحيط العمود من مبدأ الخيرزان من المدماك الرابع ثمانية أمتار وثمانية أعشار متر، وقطره متران وثمانية أعشار متر، وفى قاعدة الجسم ثمانية أمتار وسبعة أعشار متر، والتاج مع الصحفة ثلاثة أمتار وأربعة وتسعون جزءا من مائة من المتر، والمسافة الوسطى بين الأعمدة خمسة أمتار وخمس متر، وكل من المسافات الأخر أربعة أمتار فقط.