ويتحقق من كيفية البناء والمواد المتركب منها والأبعاد الأخر، أنه من أعظم المبانى المصرية وأمتنها؛ واعلم أن المداميك المكون منها كل عمود جميعها متساوية وارتفاع كل واحد ستة وخمسون جزءا من مائة من المتر، فلو جعل هذا الارتفاع وحدة لوجد الجزء الأسفل من العمود ثلاث وحدات، والمتوسط أربع وحدات والأعلى أربعا أيضا، واللّحامات السّفلى واحدة ونصف، واللّحامات الأخر كل منها اثنان والتاج ستة والصحفة واحدة، فإن فرض أن القاعدة واحدة ونصف يكون الارتفاع الكلى ٢٥ فإن نسبنا هذه المقادير للذراع المصرى الذى مقداره أربعمائة واثنان وستون جزءا من المتر، كان ارتفاع الأعمدة به ثلاثين ذراعا والقطر ستة أذرع، وكان ارتفاع الطريقة المتبعة ستة وثلاثين، والعتب المركب على الأعمدة مكون من خمسة أحجار ضخمة فى جميع الواجهة وأطول هذه الأحجار موضوع فى الوسط، وطوله ثمانية أمتار وكل من الأحجار الأخر ستة أمتار وثمانية أجزاء من مائة من متر، والحجر الباقى من أحجار التكنة أكبر الجميع، ومقدار طوله عشرة أمتار وثمانية أجزاء.
والغالب أن هذه الأحجار استخرجت من بيزا التى هى بلدة قديمة على الشاطئ الثانى للنيل وإلى/الآن تشاهد محاجرها العظيمة.
وفى الجهة البحرية من مدينة هرموبوليس على بعد ستة ميريا متر محل يعرف باسم أبيو أو أبيوم يعنى مدينة الأبيس، فهو من ملحقات المدينة العتيقة وله ارتباط بعمارتها، ويسمى الآن بين الأهالى طحا العمودين، وفى الجهة الغربية من مدينة الأشمونين خلف بحر يوسف آثار مدينة بانيس المذكورة فى مؤلفات استرابون وشهرتها الآن بين الأهالى بتومة أو تونا الجبل.