للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن مأكولهم فى هذه الأيام المخروطة وتسمى عندهم السكسكية أو القادوسية، وهى أن يجعل عجين القمح رقاقا ويطوى ويخرط بالسكين مثل فرم الدخان، ويوضع فى قادوس من فخار مخرق خروقا دقيقة، بعد أن يركب على قدر من نحاس مثلا فيه ماء ويؤخذ وصله بأن يسد ما بينهما بنحو عجين سدا محكما يوقد عليه حتى يغلى الماء ويكون له بخار كثير، فإذا وضعت المخروطة فى القادوس وغطيت فإنها تستوى على البخار، ثم إنها تؤكل بالسمن أو العسل أو اللبن أو الجبن وأكثر ما يصنعونها فى أيام الصيف بدلا عن الكنافة.

واعلم أن أراضى تلك الجهات وأغلب بلاد الصعيد إنما تزرع مرة واحدة فى السّنة، فمنها ما يحرث أى يثار بالمحراث ومنها ما يلوّق: أى يغطى بذرها بالملاوق، ويكثر الحرث فى زرع القمح والشعير والعدس والحمص، ويكثر التلويق فى زرع الفول والترمس ونحوهما، ويتعين فى البرسيم ونحوه، فيبذر الحب فى الأرض قبل جفافها ويستر بالملوقة، وهى لوح من الخشب نحو ذراع يثقب فى وسطه ويجعل فيه عصى من الخشب نحو ذراعين ويلوق الرجل فى اليوم نحو فدان، وأجرته نصف قيراط من القمح أو غيره، وهو جزء من أربعة وعشرين جزءا من الإردب ويعبرون عنه الرّفطاو بضم الراء وسكون الفاء فطاء مهملة فألف فواو وأكثر الأجر فى خدمة الزرع تصرف به فلذا يسمونه الرفطاو، والصرفى وهو نصف الرفطاو، والسوقى الذى هو ربع الويبة، ويسمى ذلك بالقدح، والويبة كيلتان، وتسمى الكيلة عندهم مدا صرفيا، والويبة مدا سوقيا، والإردب ست ويبات وهى اثنتا عشرة كيلة.

وأما النقيصة فتختلف بحسب الجهات، ففى بعضها كبلاد طحطا (١) هى عشر كيلات أى إردب إلا سدسا، وفى بعضها كبلاد ملوى تطلق على ثمان كيلات، وفى بعضها على سبع كيلات، وأما أجرة المحراث والحراث والبقر فنحو اثنى عشر قرشا ديوانية كل يوم، وأكثر ما يثير المحراث فى اليوم ست دهائب عبارة عن نصف فدان تقريبا وذلك فى الحرث الردّ وأما فى البرش فيثير نحو فدان.


(١) هى طهطا. انظر: القاموس الجغرافى، ق ٢ ج ٤/ ١٤٣.