للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد تكلمنا على الدهيبة والمرجع والبرش والرد ونحو ذلك فى الكلام على ناحية بنجا، وعند الفراغ من الحرث يصنعون طعاما يسمى الكفارة، والغالب أن يكون من الفطير الرقاق وبعض البلاد يجعلون الرقاق فى قرون البقر، ولبعض بلاد الصعيد اعتناء بتسبيخ القمح والشعير فقط إذا زرع لوقا، وذلك من بعد جفاف الأرض وتحملها أرجل الدواب، بأن يمضى نحو عشرين يوما من البذر إلى قرب إدراك الزرع ولا يربطون البهائم على البرسيم إلا بعد مضى شهر ونصف أو شهرين من زرعه.

وكانوا سابقا يسرحون فيه الخيل خاصة بلا ربط بعد مضى نحو عشرين يوما من بذره. فكل من له فرس يرسلها ترتع حيث شاءت ويرون أن للخيل حقّا فى الزرع، فإذا رآها صاحب الزرع فلا يزيد على طردها عن زرعه ولا ينكر على أربابها، ثم بطل ذلك اليوم، ثم إذا ربطت البهائم على البرسيم فأكثر الناس ينصب عندها بالغيط زرابى من بوص الذرة الطويلة يسمونها بالعزب يبيتون فيها لحراسة البهائم، ويديمون ربط الخيل على البرسيم ليلا ونهارا ولا يروحون ولا يسرحون ولا يركبونها مدة الربيع ويسرحون باقى المواشى والدواب ويروحون بها إلى الزرابى لا إلى البلد.

وأكثر ما تستعمل الزرابى فى بلاد قنا وجرجا وتارة تقيم فيها الخدمة فقط، وتارة يقيم فيها أهل البيت جميعا، ويغلقون بيوتهم فى تلك المدة ويستمر ذلك إلى يبس العود/ واستحقاق الزرع الحصاد، ويرون فى ذلك إصلاحا للبهائم ونموّا للريع من اللبن والسمن، ويقولون إن اللبن يروب فى الغيط أكثر من البيت ويقتنون هناك الدجاج والأوز فيرعى من الحشائش ويقذف باللحم والشحم ويتخذون كلابا ضارية للحراسة لكن أكثرهم لا ينام عليها بل يتناوبون السهر خوف اللصوص مع تقارب العزب وكثرتها حتى كأنها بلدان.