ونقل ابن البيطار أيضا من كتاب المرشد إلى جواهر الأغذية ما نصه: قال التميمى فى المرشد أما الفقاع فهو على ضروب. منه: ما يتخذ من دقيق الشعير المنبت المجفف المطحون المخمر بالنعناع والسذاب والطرخون وورق الأترج والفلفل، وهو حار يابس كثير التعفن مفسد للمعدة يولد النفخ والقراقر مضر بعصب الدماغ لأنه يملأ الدماغ أبخرة غليظة حارة بعيدة الانحلال، وربما أحدث بحدته وعفونته إسهالا، وللمدمن عليه عللا فى المثانة وحرقة للبول، ومنه المتخذ من الخبز السميذ المحكم الصنعة والكرفس ودقيق الحنطة والشعير المنبت وهو أقل ضررا من الأول وأوفق للمحرورين، فمن أحب من معتدلى المزاج أن يتعاطاه لإزالة نفخه ورياحه وقراقره، ويفيده حرارة معتدلة وتقوية للمعدة فليجعل فيه بعض الأفاوية العطرية المطيبة للمعدة المقوية لها المنشفة لرطوبتها، مثل السنبل والمصطكى وقرفة الطيب والدار فلفل والمسك وشئ من القاقلا والبسباسة والقرنفل، وليكن جملة ما يسحق من هذه الأفاوية لكل عشرين كوزا من/كيزان الفقاع الضارية مثقال واحد زنة درهمين، فإن أراد مريد أن يفيد لذاذة فليجعل فى كل كوز قلبا من قلوب الطرخون وأوقيتين من شجرة الأترج مع يسير من سدّاب ويسير من نعناع، وقد يتخذ منه ساذجا بماء خبز السميذ المحكم الصنعة مروّقا ونقيعة المسك والمصطكى فقط مع قلب نعناع فى كل كوز وقلب طرخون فقط
وفى المرشد أيضا فى المزر ما نصه: فأما ما يتخذ من الحنطة والشعير والجاورس المنبتة من الشراب المسكر المسمى فى مصر بالمزر، فإنها أنبذة تسكر إسكارا شديدا غير أنها تبعد الإنسان عن قوته ومنافعه بعدا شديدا، وقد تحدث شيئا من الفرح والنشاط والطرب وتطيب النفس، فإذا أكثر منها أثارت الغثيان والقئ وكثرة الرياح أه.