ويعرف الفقاع الآن بالبوزة: وهى كلمة فارسية وكيفية عملها فى مصر أن يؤخذ خبز القمح والشعير المخلوط بكثير من الخميرة ويفتت فى إناء فيه ماء ويضاف إليه دقيق الشعير أو الحنطة المنبت ويترك حتى يتخمر، وأما السوبيا فتعمل من الأرز بأن يوقد عليه فى القدر حتى يخرج نشاؤه فى الماء وينعقد ثم يخلط به الماء والعسل أو السكر ويستعمل شربا، وقد تكلم الشيخ عبد اللطيف البغدادى على الدلينس وقال: إنه صدف صغير أكبر من ظفر الإنسان بداخله مادة لزجة رطبة بيضاء بها نقط سود شنيعة المنظر يقال: إن فيها ملوحة لطيفة ولأكلها لذة.
ودلينس كلمة مصرية حرفها اللاّتينيون والإفرنج إلى طلين أو طلينة وفى ترجمة ديسقوريدس لكلمة طلينة قال: وأهل الشام يسمونه الطلينس، وهو صنف من الصدف صغير العظم إذا أكل طريا لين البطن ولا سيما مرقه، وما كان منه عتيقا إذا أحرق وخلط بقطران وسحق وقطر على جفن لم يدع الشعر ينبت بالعين، ومرق الصنف من ذوات الصدف الذى يقال له خثما، وسائر أصناف ذوات الصدف الصغار يسهل البطن إذا طبخ مع يسير من الماء، وكذا مرقها إذا استعمل متحسى مع شراب.
وقال ابن البيطار فى مفرداته: إن الطلينة صنف من الصدف صغار تسميه أهل الشام طلينس وأهل مصر دلينس يؤتدم به مملوحا بالخبز، وقد ذكرته مع الصدف فى حرف الصاد انتهى.
وفى الجبرتى (١) من حوادث سنة ألف ومائتين وثلاث عشرة: أنه كان بهذه الناحية الوقعة الشهيرة بين الفرنسيس والمصريين وحاصلها أنه لما انهزم مراد بيك بعد وقعة فوّة
(١) انظر الجبرتى ٣/ ٢ وما بعدها ط الشرفية القاهرة سنة ١٣٢٢ هـ.