لأهل مصر: إننا أرسلنا لكم فى السابق كتابا فيه الكفاية وذكرنا لكم أننا ما حضرنا إلا لأجل إزالة المماليك الذين يستعملون الفرنساوية بالذل والاحتقار وأخذ مال التجار ومال السلطان، ولما حضرنا إلى البر الغربى وخرجوا إلينا قابلناهم بما يستحقون وقتلنا بعضهم وأسرنا بعضهم، ونحن فى طلبهم حتى لا يبقى أحد منهم فى القطر المصرى.
وأما المشايخ والعلماء وأصحاب المرتبات والرعية فيكونون مطمئنين وفى مساكنهم مرتاحين إلى آخر ما ذكرت لكم ثم قال لهما: لا بد أن المشايخ والشريجية يأتون إلينا لنرتب لهما ديوانا ننتخبه من سبعة أشخاص عقلاء يدبرون الأمور، ولما رجع الجواب بذلك اطمأن الناس وركب الشيخ مصطفى الصاوى، والشيخ سليمان الفيومى وآخرون إلى الجيزة فتلقاهم وضحك لهم، وقال: أنتم المشايخ الكبار فقالوا إن المشايخ الكبار خافوا وهربوا، فقال لأى شئ يخافون؟ اكتبوا لهم بالحضور ونعمل لكم ديوانا لأجل راحتكم وراحة الرعية وإجراء الشريعة، ثم انفصلوا عن عسكرهم بعد العشاء وحضروا إلى مصر واطمأن برجوعهم الناس وكانوا فى وجل وخوف على غيابهم، فلما أصبحوا أرسلوا مكتوبات الأمان إلى المشايخ، فحضر الشيخ السادات، والشيخ الشرقاوى، والمشايخ ومن انضم إليهم من الناس الفارين.
وأما عمر أفندى نقيب الأشراف فإنه لم يطمئن ولم يحضر وكذلك الروزنامجى والأفندية، وفى ذلك اليوم اجتمعت الجعيدية وأوباش الناس ونهبوا بيت إبراهيم بيك ومراد بيك اللذين بخطة قوصون وأحرقوهما، ونهبوا عدة من بيوت الأمراء وأخذوا ما فيها من فرش ونحاس وغير ذلك وباعوه بأنجس الأثمان.