ومن أرباب المشورة الخواجة موسى وكيل الفرنساوية ووكيل الديوان حنابينو، واجتمع/أرباب الديوان عند رئيسه فذكر لهم ما وقع من نهب البيوت، فقالوا له: هذا فعل الجعيدية وأوباش الناس، فقال لأى شئ يفعلون ذلك، وقد أوصيناكم بحفظ البيوت والختم عليها، فقالوا: هذا أمر لا قدرة لنا عليه وإنما ذلك من وظائف الحكام، فأمروا الوالى والأغا ينادون بالأمان وفتح الدكاكين والأسواق والمنع من النهب، وفتح الفرنسيس بعض البيوت المغلقة وأخذوا ما فيها وختموا على بعضها وسكنوا بعضها، وكان الذى يخاف على داره يعلق له بنديرة على باب داره أو يأخذ له ورقة من الفرنسيس يلصقها على داره، وركب برطلمين النصرانى الرومى وهو الذى تسميه العامة فرط الرمان كتخدا مستحفظان، وركب بموكب من بيت سر عسكر وأمامه عدة من طوائف الأجناد والبطالين مشاة بين يديه، وعلى رأسه حشيشة من الحرير الملون، وبين يديه الخدم بالحراب المفضضة، ورتب له بيوك باش وقلفات عينوا لهم مراكز بأخطاط البلد يجلسون بها، وسكن المذكور ببيت يحيى كاشف بحارة عابدين أخذه بما فيه من فرش ومتاع وجوار.
والمذكور من أسافل نصارى الأروام والعسكرية القاطنين بمصر، وكان من الطوبجية عند محمد بيك الألفى وله حانوت بخط الموسكى يبيع فيه القوارير الزجاج أيام البطالة.
وقلدوا أيضا شخصا إفرنجيا جعلوه أمين البحيرة وآخر جعلوه أغاة الرسالة، وجعلوا الديوان ببيت قائد أغا بالأزبكية بقرب الرويعى، وسكن به رئيس الديوان وسكن دبوى قائم مقام مصر ببيت إبراهيم بيك الوالى المطل على بركة الفيل، وسكن شيخ البلد ببيت إبراهيم بيك الكبير، وسكن مجلون ببيت مراد بيك على رصيف الخشاب، وسكن بوسليك مدير الحدود ببيت الشيخ البكرى القديم، فكان يجتمع عنده النصارى القبط كل يوم وطلبوا الدفاتر من الكتبة.