ويرى فى الجهة البحرية أعمدة النصر الفائقة التى أقيمت لبقاء ذكر القيصر إسكندر سوير وغيره، فإذا التفت قليلا رأى أقواس النصر العظيمة وأعمدتها الصّوانية الهائلة، وآثار جميع ما ذكر منتشرة فى أرض المدينة من صور مكسرة وأحجار هائلة ملقاة ظاهرة كلها أو بعضها من الأتربة والرمال، ويشاهد سور المدينة فى الجهة القبلية، وبعده تل مرتفع فيه كثير من قطع الحجارة والشقاف كان فى موضعه بلد قديم حدث فى زمن النصارى، ودير أبى حنس بلصق هذا التل.
ويشاهد أيضا نزلة الشيخ عبد الله والجبل وما فيه من المغارات الكثيرة بعضها فوق بعض المستخرج منها الأحجار التى بنيت بها مدينة الأشمونين وأنصنا وغيرهما، وبعض المغارات طويل جدا ومتفرع إلى فروع، وفوق الجبل آثار ديور متعددة ومغارات كبيرة وصغيرة كانت مساكن الرهبان، وبين الجبل وأنصنا فى الجهة البحرية تلال من آثار مدينة بيز العتيقة السابقة على أنصنا فى القدم والشهرة التى كانت فى أسفل الجبل، ولعل أحجارها وأعمدة معابدها وعماراتها أخذت فى بناء مدينة/أنصنا، ولعل هذا هو السبب فى قلة آثارها الآن جدا.
وهذا الاسم أعنى بيز كان لأحد مقدّسى المصريين فى الأزمان السابقة الذى ظهرت له كرامات عظيمة فى مدينة أبيدوس، كما ذكر ذلك أميان مرسيلان وأوزيب.
وذكر فيتوسولس أن مدينة أنتنويه كانت تسمى فى السابق بيز أنتنويه بالتركيب من بيز وأنتنوية، وهذا يحقق سبق مدينة بيز المذكورة على المدينة الرومانية، ومن فوق تلال أنصنا الشامخة، يرى أيضا فى غربى النيل قرية الروضة، وقرية البياضية التى كان أهلها أقباطا مشهورين بصناعة السكر فى الزمن القديم، ويرى أيضا مدينة ملوى وآثار مدينة الأشمونين.