للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وشكل مدينة أنصنا شبه منحرف ضلعاه الجنوبى والشمالى متوازيان قد قيس محيطها فوجد ٥٢٩٨ مترا غير خراب مدينة بيزا، والبودروم وأحد آحادها الذى به الشارع الكبير من ابتداء الباب الشمالى الغربى إلى النقطة المقابلة له من السور فى جهة الجنوب ١٠١٤ مترا، والبعد الآخر التابع للشارع الثانى ١٠٧٢ مترا، فتكون مساحة المدينة بالنسبة لذلك قريبة من ٣٠٠ فدان، وكان أهلها قريبا من ٢٠ إلى ٢٥ ألف نفس وطول السور القبلى ٦٩٩ مترا والبحرى ١١٠٨ أمتار، وكان لها سوران مبنيان بالحجر والطوب أحدهما خلف الآخر انتهى.

ونقل المقريزى (١) عن أبى حنيفة الدينورى أنه قال: ولا ينبت البنج إلا بأنصنا. وهو عود ينشر منه ألواح للسفن وربما أرعفت ناشرها، ويباع اللّوح منها بخمسين دينارا ونحوها، وإذا شدّ لوح منها بلوح وطرحا فى الماء ستة أيام صارا لوحا واحدا انتهى.

وقد حقق العالم دساسى الفرنساوى فى شرحه على رسالة عبد اللطيف البغدادى: أن الشجرة التى هذا وصفها ليست شجرة البنج؛ وإنما هى شجرة اللّبخ بفتح اللام والباء أو بضم اللام وفتح الباء، أو بفتح اللام وسكون الباء وفى آخرها خاء معجمة، ويقال فيها:

الباخ وأن اسمها اللاتينى برسيا كما فى كتاب تيوفرست وديوسكوريد وغليان واسترابون وديودور وغيرهم واتفقوا جميعا على أنها لا تنبت إلا بمصر.

وقد ترجم اسطوفان عبارة ديوسكوريد وصححها أبو زيد حنين بن إسحاق، وقد ترجمت برسيا بقرساء بقاف فى أوّله ممدودا أو قرسياء بياء بعد السين ممدودا، وقد وجدت فى تهميشات دساسى ما نصه:


(١) انظر خطط المقريزى ١/ ٣٦٠ ط لبنان.