للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قرسياء: شجرة تكون بمصر ولها ثمر يؤكل جيد للمعدة، وربما وجد فى هذه الشجرة صنف من الرتيلا يقال له: قرانيو قوما، وأعظم ما كان منه بناحية الصعيد، وقوّة ورق هذه الشجرة تقطع الدّم إذا جفف وسحق وذر على الموضع الذى يسيل منه.

وقد زعم قوم أن هذه الشجرة كانت تقتل فى بلاد الفرس، فبعد أن نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر، وزعم حنين أن هذه الشجرة ويسميها أهل مصر البنج أو اللّبخ.

ونقل دساسى أيضا هامشا وجد على الترجمة السابقة ونصه: أخبرنى أبو محمد البغدادى الكابودى، وكان قد سكن الهند سنين كثيرة وقد سألته عن اللّبخ فقال: اسمه بالفارسية ازادرخت وتأويل هذا الاسم حرة آل وعرفه وزادنا اسمه (ج لى) ابن جلجل قال القاذورى: ابن جلجل يقول هذا وليس بشئ شجرة اللّبخ بمصر مشهورة وثمرها يؤكل وهو حلو طيب الطعم والرائحة إلى الحمرة ما. هو والأزادرخت عندنا ليس كذلك ولا بينهما شبه بوجه من الوجوه، لأن ورق اللّبخ يشبه ورق المشمش عندنا فى قدره وشكله إلا أنه أشد ملوسة وهو أيضا إلى البياض، وثمره يشبه الكبر فى لونه وقدره إذا قطع منه العرجون الذى فى الكبرة وداخله نواة قدر حبة الفستق إلى الطول ما. هى وهو حلو يؤكل، وصورة (ج لى) المتقدمة رمز لاسم صاحب الهامشة وهو أبو داود سليمان بن حسن المعروف بابن جلجل حكيم قرطيا المشهور فى زمن هشام المؤيد بالله سنة ٣٦٦ هـ.

وقد ترجمه العالم دساسى فى كتابه فقال ما نصه بحروفه: هو أبو داود سليمان بن حسان يعرف بابن جلجل كان طبيبا فاضلا خبيرا بالمعالجات جيد التصرف فى صناعة الطب، وكان فى أيام هشام المؤيد بالله، وخدمه بالطب وله بصيره واعتناء بقوى الأدوية المفردة، وقد قسم أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديوسقورديس العين زربى وأفصح عن مكنونها وأوضح مستغلق مضمونها، وهو يقول فى أوّل كتابه هذا: إن كتاب ديوسقوريدس ترجم بمدينة