للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال وكان لى فى معرفة تصحيح هيولى الطب الذى هو أصل الأدوية المركبة حرص شديد وبحث عظيم وهبنى الله من ذلك بفضله بقدر ما اطلع عليه من نيتى فى أحياء ما خفت أن يدرس وتذهب منفعته لأبدان الناس، فالله خلق الشفاء وبثّه فيما أنبتته الأرض واستقر عليها من الحيوان الماشى والسابح فى الماء والمنساب، وما يكون تحت الأرض فى جوفها من المعدنية، كل ذلك فيه شفاء ورحمة ورفق.

ولابن جلجل من الكتب (كتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقورديس) ألفه فى شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة بمدينة قرطبة فى دولة هشام بن الحكم المؤيد بالله، ومقالة فى ذكر الأدوية التى لم يذكرها ديسقورديس فى كتابه مما يستعمل فى صناعة الطب وينتفع به وما لا يستعمل لكن لا يغفل ذكره.

وقال ابن جلجل: إن ديقورديس أغفل ذلك ولم يذكره، إما لأنه لم يره ولم يشاهده عيانا، وإما لأن ذلك كان غير مستعمل فى دهره وأبناء جنسه (ورسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين) وكتاب يتضمن ذكر شئ من أخبار الأطباء والفلاسفة فى أيام المؤيد بالله انتهى.

وقوله هشام: هو هشام الثانى الملقب بالمؤيد عقب فى الحكم أباه الحكم فى سنة ثلاثمائة وست وستين ومات سنة ثلاثمائة واثنتين وتسعين، وأما عبد الرحمن فهو عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر لدين الله جلس على تخت بلاد الأندلس سنة ثلاثمائة ومات سنة خمسين وثلاثمائة، وأما أرمانيوس فهو أرمانيوس الثانى ابن/قسطنطين جلس مع أبيه على التخت حين مجئ الهدية إليه، وقوله إغريقى هى كلمة روسية أصلها إجريقى، والعرب تسمى هذه اللغة الإغريقية وتسمى بلادهم بلاد الأغارقة وهى بلاد اليونان فيقال إغريقى أو يونانى، وفى بعض الكتب العربية يقال لكتابتهم اللّيتى أو اللتينى.