وقال المقريزى فى التكلم على عجائب مصر، وبها أى بمصر الأفيون عصرة الخشخاش ولا يجهل منافعه إلا جاهل، وبها اللّبخ وهو ثمرة قدر اللوز الأخضر كان من محاسن مصر إلا أنه انقطع سنة سبعمائة من الهجرة.
وقال ابن إياس فى تاريخه: وكان بها أى بمصر نوع يسمى اللّبخ وهو مثل اللوز الأخضر ويظهر من جميع ما يقدم، أن هذه الشجرة كانت فى الأزمان السالفة كثيرة ثم أخذت فى النقص من زمن القيصر أرقاد (١)، وهنوريوس فى أوائل القرن الخامس من الميلاد، ولما استولى المسلمون على مصر قلت فى الأقاليم القبلية وانقطعت من الأقاليم البحرية.
وفى زمن عبد اللطيف البغدادى صارت نادرة جدا وبعد ذلك بقرن انعدمت بالكلية، وقال بعض من ساح فى مصر فى سنة ١٧٩١ ميلادية: أن شجرة البرسيا تزرع إلى الآن ببساتين مصر وتعرف باسم سبستان، وهى كلمة فارسية معناها المخيط، أورد ذلك دساسى وأورد كلام المتقدمين شاهدا على رده، وقال: إن جميع مؤلفى العرب ذكروا النوعين بخواص وصفات مختلفة فمن ذلك قول إبراهيم بن أبى سعيد المتقدم ذكره فى الكلام على السبستان حيث قال: سبستان الماهية مخاطية، النوع واحد، الاختيار الكثير اللحم المزاج معتدل القوة، ملين منضج منفعته من أعضاء الرأس، يقع فى أدوية الكلف، منفعته فى آلات النفس، يلين الحلق والصدر وينفع من السعال اليابس، منفعته فى أعضاء الغذاء، يلين البطن ويسكن العطش ويسهل السوداء، ويخرج الحيات من البطن ويحتقن بطبيخه فينفع من وجع الظهر، والقولنج مضرته يرخى المعدة بدله عناب.
وقال ابن البيطار: سبستان هو المخيطا، ومعنى سبستان بالفارسية أطباء الكلبة (ثديها)(قال) إسحاق بن عمران، المخيطا: هى الدبق بالعربية وهو شجرة تعلو على الأرض نحو قامة، وقال دساسى أن ابن البيطار قد أخطأ فى قوله إن معنى سبستان أطباء