وفى اليوم الثامن يمتحن البيض واحدة واحدة على نور سراج فيفرز ماله بذر مما ليس له بذر، والعادة أن يبقى فى وسط طبقات البيض فرجة فارغة للتمكن من الحلول فى وسطه.
وقد استدل بالتجربة على أن الحرارة الكافية للبيض تختلف بحسب خزائن المعمل، من إحدى وثلاثين درجة فى ترمومتر ريمور، إلى ثلاث وثلاثين، فتكون كبيرة فى الدهليز وفى الخزائن العليا، ففى الدهليز تكون أقل من اثنتين وثلاثين درجة وفى العليا أكثر من ذلك، ويعرف استعمال ذلك بالتجربة وكثرة الاستعمال، وهذا هو السر فى اختصاص أهل ببلا بذلك وعدم صلاحية قيام غيرهم مقامهم.
ومن شرط صحة العمل إطفاء النار قبل انتهاء العملية وذلك إما لخوف إتلاف البيض من الأبخرة المضرة من حمض الكربون المنتشر فى الطبقات السفلى، وإما لتوزيع بعض البيض فى الطبقات العليا، وربما كان هذا هو السبب فى زيادة تسخينها فى مبدأ العملية ليكون ذلك كافيا فى بقية العمل.
وتوزيع البيض يختلف ميعاده من أربعة أيام إلى ثمانية لتبرد الأرضية وتصل للدرجة المناسبة، ويكون سدّ منافذ الدخان تدريجيا، ومتى علم العامل بلوغه الدرجة اللازمة سدّ الفتحات العليا سدا محكما.
وحكمة ترك بعض الخزائن فارغا فى مبدأ العمل، وإيقاد النار فيها على التناوب، هى إدامة حصول الحرارة المنتظمة بالدرجة المناسبة للعمل.
والعادة أن جمع البيض للمعامل يكون بالتدريج، فلذا ينقسم العمل إلى مرّات، ومتى فتح المعمل تأتى الأهالى بالبيض فيعوّضون فى المائة خمسين والتالف نحو الخمس، ولا يتعدى السدس.