المصرية، وقرر لهم فى كل سنة مبلغا كان يدفع لهم فى نظير منعهم من تعديهم على ملك الرومانيين، وكان منهم سفير فى القسطنطينية.
وفى سنة ٢٩١ كان الحرب قائما بينهم وبين الحبشة.
وفى سنة ٢٧٨ عدى ثلثمائة منهم البحر الأحمر ووصلوا إلى ناحية (رايت) فهدموها وقتلوا أهلها، وخربوا الدير المجاور لها وقتلوا رهبانه. فجرد إليهم من ناحية (فاران) ستمائة من عساكر العرب فقتلوهم عن آخرهم.
وكان قد حصل منهم الهجوم أيضا على الواحات فخربوها ودمروا بلادها وقتلوا أهلها، وذلك فى زمن الأمير (تستوريوس).
وأحوال هؤلاء العرب من حيث الديانة والعوائد غير معلومة على الحقيقة، وذكر (بروكوب) أنهم كانوا يقدسون إزيس وأزريس وبرياب، وأنهم كانوا يقربون إلى الشمس قرابين من الآدميين. وفى مؤلفات (هليودور) أن سفراء البلمية كان سلاحهم القوس، وكان فى طرف نشابهم عظم مصور فى صورة تاج.
وشرح بعض حالهم فى الحرب/فقال: إن هؤلاء العرب وقت محاربتهم للفرس كانوا يضعون ركبهم على الأرض دفعة واحدة بسرعة، ويدخل الواحد منهم تحت بطن حصان الفارس ويشق بطنه فيهيج الحصان ويرمى راكبه فيقتله العرب.
ولما انتشرت الديانة العيسوية دخل فيها كثير منهم، وكان عندهم أسقف يعلمهم قواعدها. وذكر ابن الكندى أن أمراء مصر فى صلاة العيد، كان من عادتهم وضع حراس فى أسفل الجبل المقطم من جهة بركة الحبش، لوقاية أهل الفسطاط من إغارات البجاة فى أيام الأعياد وقت الصلاة. فإنه كثيرا ما جاء البجاة على الهجن والجمال فى مثل هذه الأيام، وسطوا على المدن ونهبوها وقتلوا أهلها وقت الصلاة. ففى زمن أحمد بن طولون سنة ست وخمسين ومائتين أغاروا على الفسطاط فى يوم العيد وقت الصلاة، وقتلوا ونهبوا وعادوا من غير أن يلحقهم أذى.